“طفل السوق”سيرة ذاتية للباحث السوسيولوجي يوسف صبري.
بقلم أفندي مراكش.
احتضنت دار الشباب -القدس- بابن جرير مؤخرا ،حفل توقيع رواية “طفل السوق ” للكاتب والإعلامي يوسف صبري .
وقدحضر المناسبة التي عرفت مجموعة من الفقرات التي تناولت في شريط مصور حياة هذا الأخير بمدينه ابن جرير ، ومساره الإبداعي وسيرته الخاصة محبي هذا الأخير ،ولمة من المجتمع المدني وفعاليات محسوبة على الشان العام الثقافي والاعلامي والسياسي بالمدينة، و عاشت قاعة العروض بنفس الدار على ايقاعات موسيقية طربية وقراءات شبابية من فقرات الرواية ،بالاضافة الى قراءة نقدية للدكتور والباحث في التاريخ الاستاذ حسن بن نجيم، وهو بالمناسبة مدير فضاء الذاكرة بذات الإقليم .الذي نوه بالعمل مستعرضا في ثماني مستويات ما تناوله صبري يوسف، وما استعرضه في عمله على المستويات (الثقافية ،الاجتماعية ،الوجدانية والسياسية) في علاقة ذلك الطفل “صبري يوسف” الذي كان يكبر ويسجل كل هذه الانتقالات من خلال مركزية (السوق) الاسبوعي، منطلقه الإبداعي وركن السيرة الذاتية بالنسبة لهذا الأخير .
حسن بن نجيم تطرق إلى أهمية هذا العمل بالنسبة للرحامنة وللحيز التاريخي الذي يمكنه ان يجعل من هذا العمل وثيقة مهمة تسرد كل التفاصيل التامة بالحياة المحلية بين اعوام 82-95..وان العمل ماتع، ويستحق اكثر من مقاربة لاهميته السوسيو -ابعادية؟ في محطات بعينها سيكون لها ما عليها في بيئة خبر كاتب السيرة كل التحولات التي شملتها.
وفي جوابه ،حول سؤال : ماذا يجعل من هذه السيرة الذاتية تتجه صوب الاجتماعي، وتفتش في” البنيات” المحلية وعلاقتها بالافق والسياق العام , ومن تم لماذا الاجتماعي أو التحليل من هذا النوع يحضر في عملكم ؟
كان جواب صبري يوسف ،انه باعتباره اليوم باحثا في تخصص علمي أعطى” للظاهرة الاجتماعية” كل أهميته المفاهيمية ،فانه لا يمكنه الا ان يلتزم بهذا الخصوص وان ينكب في عمل حاول بتعبيره ان يربط فيه بين سياقات اولها :
-خاص، يتناول كل الجوانب المتعلقة بعلاقة الطفل الذي يكبر بوالدته ووالده، تم بالمناخ الافقي صوب عينيه ومجمل ما يستعرضه التراب الرحماني “territoire”من قضايا وخصوصيات(وصفية ,محايثة) تصبح في مرحلة من تقدم التفكيك والتحليل إلى كونها اشكال ونماذج عامة في سياق وطني يتشابه فيه الزمن والتاريخ واللحظات الكبرى عموما.
-عام ، وهنا يؤكد مبدع “طفل السوق” ان العمل تطلب مجهودات كبرى على مستويات الاستحضار… استحضار (الأزمنة ،الافراد,الفواصل التاريخية ، الأحداث) القابعة في النسيان ، ليتجه صوب ان عمله بالنسبة للشق الخاص هو بالفعل امتداد لدراسة العلاقة او البنية الأساسية كشرط لوجوده الخاص ( الميكرو سوسيولوجي) . تم العام (الماكرو ) كوضع جديد لدراسة العلاقات التي تصبح شكلا من تجميع للعلاقة في بعدها الأولي …ليكون العام هنا عاما يتجه صوب الاستفسار والتأمل ، والربط الكرونولوجي، معتمدا على ما اعتبره بعض تقنيات علم الاجتماع (المقابلات) مع والده ووالدته من اجل رفع الضباب عن الكثير من المناسبات الخاصة لجعلها عامة ترى النور في السرد (الروائي )المكثف والواقعي، بلا خيال اكثر منه حضورا للافراد والخيارات المدفوعة بغريزة من الغرائز الإنسانية في عمومياتها ( البقاء، السلطة، الحب، الكره ، الإستثارة ، التداعي …الخ ) .
مضيفا أن عمله يصبح بعد التوقيع وثيقة- تاريخية اجتماعية- وهذا بقوله ليس سهلا في مجال كان” السوق” ولا يزال جوهر وجود “الظاهرة القروية “ومحطة مهمة ان لم نقل حاسمة، وان السوق كذلك ،بحسبه هو مركز كل ( التفاعلات ، التعارضات ،التبادلات ،الصراع )، وان سوق ثلاثاء ابن جرير وبقية الأسواق الأسبوعية الرحمانية وسيدي بنور وسوقها “ثلاث”،الذي كان هو الآخر مسرحا للكتابة القادمة من طفولة ارادها الباحث كما صرح، زخما تركب على متنه كل القضايا التي تابعها وعاصرها ونقلها عن والديه مجتمعة في كنف (الجزء الأول) من سيرة يقول عنها ،انها لا تشبه أصول كتابة السيرة الذاتية بالادب عموما …”انه عمل يولد من شجرة متعددة الفروع” يضيف الكاتب .
للإشارة فصبري يوسف من مواليد العام 75بابن جرير، حاصل على الإجازة في علم الاجتماع السياسي ، ويتابع دراسته بسلك الماستر السنة الثانية،تخصص ( الفاعلون والفعل العمومي), صدرت له قبل فترة رواية (ساحل الذئاب) عام 2020، وعمل اول وهو رواية (دماء ودموع ) عام 2016 .
ناشط حقوقي واجتماعي، مارس الاعلام المحلي عبر مجموعة من المواقع ،وساهم في انتاج مواد صحفية وتغطيات مستلهما من أسلوبه الروائي القدرة على الكتابة بنفس طول حول التاريخ الرحماني والقضايا الرحمانية من خلال الاجناس الصحفية الكبرى ( التحقيق،الروبورتاج، والاستطلاع ،الحوار) وكله بهذا الإقليم الذي نشا وترعر فيه وكتب من داخل بنيانه المختلفة .
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق