عبد الحق الخيام.. ثلاث سنوات على رحيل رجل الطمأنينة وعرّاب الأمن الاستباقي

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة لرحيل عبد الحق الخيام، المدير السابق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، الرجل الذي ارتبط اسمه لعقود بطمأنة المغاربة وحماية الوطن من مخاطر الإرهاب. رحل في 23 غشت 2022، لكنه لم يغب عن وجدان الشعب ولا عن ذاكرة الدولة، إذ ظل رمزاً لرجل الأمن الاستثنائي الذي جسّد يقظة المغرب وصلابته.

كان الخيام أكثر من مجرد مسؤول أمني، كان مدرسة قائمة بذاتها في العمل الاستباقي، ومرجعاً في تدبير أخطر التهديدات الإرهابية. فقد أشرف على تفكيك مئات الخلايا الإرهابية وإجهاض عشرات المخططات الدموية، مكتسباً ثقة المغاربة ولقب “رجل الطمأنينة”، بفضل حنكته وصرامته التي لم تنفصل يوماً عن إنسانيته.

إلى جانب حضوره الميداني، برز الخيام في المشهد الإعلامي كوجه مألوف يشرح للمواطنين بوضوح حجم التهديدات وكيفية التصدي لها، بلهجة هادئة وابتسامة مطمئنة. هكذا تحوّل إلى رمز للمسؤول القريب من الناس، القوي والمتواضع في الوقت نفسه.

رحيله كان صدمة مدوية للأوساط الأمنية والسياسية، بينما ودّعه الشعب في جنازة مهيبة بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، حيث اجتمع كبار رجال الدولة مع مواطنين بسطاء في مشهد يختزل الاحترام الذي حظي به الرجل. شهادات رفاقه وأصدقائه أجمعَت على صفاته الاستثنائية: دماثة الأخلاق، صراحة، وتواضع، إلى جانب وطنية راسخة لا تلين.

لكن غياب الخيام لم يكن مجرد خسارة لشخص، بل طرح سؤالاً استراتيجياً: كيف نواصل المسار الذي رسمه؟ فقد ساهم في بناء نموذج مغربي رائد في مكافحة الإرهاب، قائم على الاستباقية والتنسيق بين المؤسسات، وهو نموذج أضحى محل إشادة دولية.

اليوم وبعد مرور ثلاث سنوات على رحيله، يبقى عبد الحق الخيام رمزاً لرجل دولة قدّم حياته قرباناً لأمن الوطن. رحل الجسد، لكن البصمة باقية، تذكّر الأجيال بأن الاستقرار ثمرة لتضحيات رجال صدقوا العهد وأدوا الأمانة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)