مع الحدث متابعة فيصل باغا
تعيش مقاطعة عين الشق مدينة الدار البيضاء على وقع دينامية تنموية غير مسبوقة، تؤشر على بداية مرحلة جديدة من التحديث الشامل، بعد سنوات من التهميش والنسيان. هذه التحولات الإيجابية تأتي ثمرةً لنضالات المجتمع المدني، وتفاعلاً مع مطالب الساكنة التي طالما عبّرت عنها عبر مختلف القنوات، خصوصًا بعد التغطيات الصحفية المكثفة التي قام بها موقع “مع الحدث” والتي سلطت الضوء على التحديات التي كانت تواجهها المنطقة.
في مقدمة هذه الأوراش التنموية تم إعطاء بدايه الاشغال تشييد بناء “سوق بغداد” النموذجي، الذي سيساهم في تنظيم التجارة المحلية، ويضع حدًا للفوضى والعشوائية التي كانت تطبع هذا المجال منذ سنوات. السوق الجديد يُنتظر أن يكون متنفسًا اقتصاديًا حقيقيًا للتجار، ومرفقًا حضاريًا يليق بمكانة ساكنه عين الشق.
كما تم افتتاح المسبح نصف الأولمبي، والذي يعتبر إضافة نوعية للمنطقة من حيث البنية التحتية الرياضية، ويوفر فضاءً راقياً لممارسة السباحة والأنشطة المرتبطة بها، خصوصًا لفائدة شباب المنطقة.
في الجانب البيئي، شهدت سيدي معروف تدشين “حديقة الورود”، وهي فضاء أخضر مفتوح يعزز جمالية الحي ويوفر متنفسًا للأسر والأطفال، في انسجام تام مع مبادئ التنمية المستدامة والاهتمام بالمجال البيئي.
من جهة أخرى، تم أخيرًا. إعطاء انطلاقه عملية هدم البنايات المتوقفة عن البناء منذ أكثر من 34 سنة، والمعروفة محليًا بـ”الباطمات”، في خطوة ترمز إلى إنهاء عهد التجميد والتهميش، وفتح المجال أمام مشاريع جديدة تليق بمكانة وتطلعات الساكنة.
ورغم ما تحقق، لا تزال آمال الساكنة معقودة على استكمال باقي المشاريع الضرورية، وعلى رأسها:
افتتاح السوق البلدي “بام”، الذي طال انتظاره لتنظيم التجارة المحلية واحتواء الباعة المتجولين.
افتتاح ملاعب القرب. الملعب البلدي سيدي معروف، كمتنفس للشباب وتشجيعًا للرياضة والتنمية الاجتماعية.
تعبيد أغلب طرقات سيدي معروف التي لا تزال تعاني من هشاشة وتدهور كبير.
تحديث شبكة الإنارة العمومية لضمان الأمن وجودة العيش في أحياء المنطقة.
تشييد مستشفى للقرب يضمن الولوج العادل إلى الخدمات الصحية الأساسية بمنطقة سيدي معروف أولاد حدو
توسيع خطوط النقل الحضري لتقريب السكان من مرافق المدينة ومراكز الخدمات.
لقد لعبت فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة دورًا جوهريًا في الدفع بعجلة التنمية، عبر الترافع المستمر، وتنظيم المبادرات، والتنسيق مع المسؤولين المحليين، مؤكدين بذلك أن الساكنة ليست فقط متلقية للقرارات، بل شريك أساسي في صياغتها ومتابعتها.
وفي أفق عيد العرش المجيد، تستعد المنطقة لاحتضان تدشينات جديدة ستشكل دفعة قوية للمسار التنموي، وتؤكد التزام الدولة بتحقيق عدالة مجالية، تشمل الأحياء تابعه لمقاطعة عين الشق.
وإذ تسير مقاطعة عين الشق بثبات نحو التحديث، فإن الفضل في ذلك يعود إلى الإرادة الصادقة والتتبع الحثيث من طرف والي جهة الدار البيضاء سطات، السيد محمد امهيدية، الذي ما فتئ يؤكد على ضرورة الاهتمام بالمناطق المهمشة، وإلى عاملة عمالة مقاطعة عين الشق، السيدة بشرى برادي، التي انخرطت بكل مسؤولية في تفعيل المشاريع التنموية، بإنصات دائم لمطالب الساكنة ومواكبة يومية للأوراش المفتوحة.
لقد أثبتت هذه القيادة المحلية أن العمل الجاد والمتواصل قادر على تحويل التحديات إلى فرص، وأن التنمية ليست شعارًا، بل فعلٌ ميداني ينعكس مباشرة على الحياة اليومية للمواطنين.
تعليقات ( 0 )