فريد حفيض الدين “الإعلام/ الأهلي المصري، ونظرية المؤامرة” العدد (59) 13/06/2023
لا يختلف عاقلان( باستثناء بعض الزملكاويين) أن فريق الأهلي المصري لكرة القدم ، يستحق بالفعل حمل لقب ” فريق القرن” على مستوى القارة الأفريقية. هذا اللقب لم يأت من فراغ.
ألقاب الأهلي تتكلم عنه ، نخبة اللاعبين الذين لعبوا للنادي تشهد على عظمة هذا النادي ، جماهيره المتواجدة على طول خريطة العالم العربي ، هيكلته الإدارية والتقنية احترافية بمقاييس أعرق الأندية العالمية ، وحتى باقي الفروع الرياضية الأخرى تسير وتدبر بطريقة احترافية.
ولعل تتويجه الحادي عشر بعصبة أبطال افريقيا ضد الوداد قبل يومين دليل على قامة نادي الأهلي المصري..
بعيدا عن كل هذا ، ما أريد التطرق إليه اليوم ، هو دور الإعلام المصري ، وخاصة الرياضي ، والأهلاوي منه في حشر نفسه في أشياء بعيدة كل البعد عن التنافس الرياضي ، والروح الرياضية ، عوض إبقاءه في خانة التباري الرياضي بين الأهلي ومنافسيه وفي إطار الروح الرياضية بعيدا عن كل أنواع التعصب ، التي تصل أحيانا حد الشوفينية ، وكراهية المنافس من دون سبب.
أحيانا يذهب هذا الإعلام في مناصرته للأهلي ، إلى حدود غير مقبولة رياضيا واخلاقيا ، وفي خرق سافر لابجديات وأخلاقيات مهنة الصحافة…
لانريد الدخول في كل ما قيل ويقال عن امتيازات تحكيمية تلقاها الأهلي بسخاء من طرف بعض حكام القارة الأفريقية. اسألوا الزملكاويين ليحدثوكم عن كل التفاصيل ، وعدد المرات التي فاز بها الأهلي بألقاب نسخت خيوط لعبتها داخل غرف مظلمة ،بعيدة عن الأعين.
كما أن تواجد مقر الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم( الكاف) بالقاهرة ، ورزمانة الإداريين المصريين العاملين هناك ، له ما يبرر بعضا من الاتهامات الموجهة لنادي الأهلي ، ونوعية الخدمات التي يمكن لهؤلاء الإداريين توفيرها من تحت الطاولة للأهلي…
كل هذا المكر والخبث الكروي الذي يسبق مباريات الاهلي ، لا يساوي شيئا أمام عبث ، وسفالة ، وانحطاط فكري ، وخروج عن أبجديات واخلاقيات مهنة الصحافة. كيف ؟قبل أيام عن مقابلة الأهلي للوداد في مباراة الاياب ، خرج علينا ” الصحفي ” واللاعب الدولي ميدو في إحدى البرامج الرياضية متهما المغرب بالاستعانة بأعمال السحر والشعوذة حين يلاقي الفرق المصرية . قال هذا علما ان ما يجمعه وعالم الصحافة غير الخير والإحسان.
مكانك يا ميدو داخل الميادين ، ورقعة الملاعب ، على اعتبار ماضيك الرياضي كلاعب دولي لعب لفرق أوربية منها اجاكس وتوتنهام.
أما إن كنت مولعا بأعمال السحر والشعودة ، انصحك الخضوع لدورة تدريبية في فنون السحر بساحة جامع لفنا ، على يد أبطال هذا الفن ، وستعود من هناك بدبلوم يفيدك في إبطال طلاسيم السحر التي يتعرض لها اللاعبون المصريون كلما حلوا لمواجهة الفرق ، أو المنتخب المغربي….
لا أعرف لماذا يتجه الإعلام المصري الى اتهام الطرف الذي سيقابل الأهلي بتهم جلها يوحي بمؤامرة أكيدة تحاك ضد فريقهم ، ومن دون حجج وأدلة. جميع الأطراف الاخرى متهمة إلى أن ينتصر الأهلي. الحكم ، الجامعة ، الإعلام ، المعلق الرياضي ، غرفة تقنية الفار ، حتى أطفال جمع الكرات الطائشة تطالهم تهمة التآمر.
نتمنى صادقين أن يشفى بعض الإعلاميين من هذا المرض الهوسي الذي يلازمهم في كل موعد رياضي يجمعهم بالمغرب…
إلى ذلكم الحين مبروك عليكم كأس عصبة أبطال افريقيا التي اقمتم الدنيا ولم تقعدوها من أجل خطفها من مركب محمد الخامس…
هاذي فهامتي و هذا جهدي
شارك هذا المحتوى:
0 comments