جاري التحميل الآن

فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي *كوارث حكم العسكر* العدد(56) 07/06/2023

بقلم فريد حفيض الدين

أينما حل العسكر واستولى على السلطة ، إلا وحل الدمار ، وساد الإستبداد ، وانهار العمران ، وهجرت الشعوب أوطانها بحثا عن مكان آمن ، وحكم مدني بمؤسسات مدنية.
هذه النظرية لست أنا من أسس لها ، إنها سيرورة التاريخ ومنطقه.
كل الإمبراطوريات عبر التاريخ التي حكمت واستعمرت شعوبا بقوة الجيش ، إندترث وهوت ، بفعل تسلط حكمها العسكري. عقيدة العسكر هي هكذا ، مبنية على التسلط والسلطة بقوة الحديد والنار.
وهناك عبر التاريخ أمثلة كثيرة. غير بعيد من حدودنا الشرقية ، وبالظبط في الجزائر حكم عسكري سلطوي استولى على الحكم هناك. النتيجة أن هذا البلد يعيش الفقر ، ويقترب من المجاعة ، في حين يبعثر العسكر ملايير الدولارات في التسلح ، ومعاكسة الوحدة الترابية للمغرب.
الجزائر أنفقت ما يفوق 500 مليار دولار في العشرين سنة الأخيرة ، ومع ذلك يتجه البلد نحو المجهول برغم الترواث الغنية التي يتوفر عليها.
وغير بعيد عن الجزائر ، وداخل قارتنا السمراء ، هاهو السودان يسير نحو مجاعة محققة. السبب هو تقاتل فريقين من العسكر ، وهما الجيش السوداني ، وقواتالتدخل السريع للإستيلاء على الحكم. السودان الذي يعتبر سلة غداء بالنسبة للعالم ، إذ يتوفر على ملايين الهكتارات الصالحة للزراعة والري وتربية الماشية ، إضافة الى مياه النيل ، أصبح سكانه يعيشون على المساعدات الإنسانية ، ويتجه حوالي 19مليون سوداني نحو مجاعة محققة في ظل صراع العسكر على السلطة….
مثالان ساطعان يؤكدان أن حكم العسكر ، يساوي الإستبداد ، والتناحر الدائم على الحكم ، والانقلابات د، والانقلابات المضادة. العسكر لا يؤمن بشيئ اسمه الديمقراطية ، والتناوب السلمي على السلطة بواسطة صناديق الإقتراع.
ولنا في العالم العربي والإسلامي أمثلة أخرى على الخراب الذي خلفه حكم بعض الظباط حين استولوا على الحكم في بعض الدول العربية.
نذكر هنا حكم عبد الناصر في مصر ، والقدافي في ليبيا ، و محمد صالح في اليمن ، وحافظ الأسد في سوريا ، وصدام حسين في العراق ، وزين العابدين في تونس. الدليل هو ما تعيشه هذه الدول من اندحار اقتصادي ، وغياب للديمقراطية ، وتزوير للحقائق ، ولصناديق الاقتراع.
هاذي فهامتي و هذا جهدي

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك