فريد حفيض الدين (هذا جهدي عليكم ) 23/06/2022 العدد (57) ” الدبلوماسية الرياضية
مع الحدث .
تلعب الدبلوماسية الرياضية دورا هاما في توطيد علاقات التعايش، وحسن الجوار بين الدول وتتجاوز أحيانا الدبلوماسية السياسية ، وهي بذلك عامل من عوامل السلم والأمن في العالم.
وقد شهد العالم عبر التاريخ الرياضي منافسات رياضية جمعت بين منتخبات دول فرقت بينهما السياسة.
وهكذا، وفي عز الصراع السياسي والايديولوجي بين المعسكر الراسمالي الذي تزعمته الولايات المتحدة الأمريكية، والمعسكر الشيوعي ألذي قاده الإتحاد السوفياتي، أقيمت مباريات رياضية بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية برغم وجود حائط برلين الذي كان يفصل بين براين الغربية التابعة للمعسكر الراسمالي، وبرلين الشرقية الخاضعة للمعسكر الشرقي.
كما لعب المنتخب الإيراني والمنتخب الأمريكي في عز الأزمة بين البلدين في الثمانينات…
وقارع المنتخب المغربي نظيره الجزائري في أوج الصراع بين البلدين في ما يخص قضية الصحراء المغربية. والامثلة كثيرة في هذا السياق. ( ويبقى الاستثناء الوحيد الذي لم يكتب للدبلوماسية الرياضية النجاح فيه، هي مقاطعة المعسكر الغربي لاولمبياد موسكو سنة 1980, ومقاطعة المعسكر الشرقي لاولمبياد لوس أنجلوس سنة 1984..
وغير بعيد وفي سنة2019، رأينا كيف خرج سكان المدن الشرقية للمملكة إلى الحدود مع الجارة الجزائر للاحتفال مع الجزائريين بفوز منتخب بلدهم بكأس إفريقيا للأمم والتي احتظنتها مصر…
وحين لا تستبق الدبلوماسية الرياضية الدبلوماسية السياسية، نراها على الأقل تسايرها وتدعمها. والدليل على ذلك هو عدد اتفاقيات التعاون والشراكة التي عقدتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع نظيراتها الافريقية، في تناغم تام مع سياسة المغرب التي انتهجها مع العديد من دول افريقيا.
والنتيجة أن دولا افريقية فضلت إستقبال خصومها في كرة القدم برسم اقصائيات كأس افريقيا للأمم بالمغرب، حين تعذر عليها استقبال منافسيها بملاعبها لعدم استيفائهم للمعايير التقنية والأمنية التي تطلبها الفيفا في هكذا منافسات قارية.
كان آخر مثال، هو لقاء المنتخب الليبيري لكرة القدم ونظيره المغربي بملعب محمد الخامس، حين تعذر على ليبيربا الاستقبال بملاعبها للأسباب السالفة الذكر…
وأخيرا برسم احتظان الجزائر لفعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط ما بين 25 يونيو الحالي و 6 يوليوز، قرر المغرب المشاركة في هذه الألعاب وبوفد رياضي هام بأكثر من مائة رياضي،في خطوة دبلوماسية رياضية لها أكثر من دلالات وإشارات سياسية تجاه حكام الجزائر، برغم قطعهم للعلاقات مع المغرب وإغلاق مجالهم
الجوي في وجه الطيران المغربي. ومع ذلك رحل المغرب إلى الجزائر في رحلة عبر تونس…
الأخبار القادمة من الجزائر تبدو لحد الآن سارة، حيث ثم إستقبال الوفد الرياضي المغربي بالامس بمطار وهران بحفاوة، وزغاريد، نتمنى أن تكون خالصة ومن القلب. وأن لا تكون خدعة حاكها العسكر لانجاح هذه التظاهرة الرياضية التي تجمع 26 بلدا من حوض البحر الأبيض المتوسط، ليعود بعدها لسياسة العداء الممنهجة والعقائدية لديه. ولو أني أشك حقا في نواياهم الخبيثة تجاه المغرب ووحدة أراضيه..
نتمنى أن تنجح الدبلوماسية الرياضية هذه المرة، وتكون بداية انفراج سياسي بين المغرب والجزائر والذي طال أكثر من اللازم، وعطل حركة تنمية شمال افريقيا، وجنوب المتوسط…
” شكون أعرف إلى ما جابتهاش السياسة، تجيبها الرياضة ”
هذا جهدي عليكم!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق