مع الحدث/ الدارالبيضاء
المتابعة✍️: مجيدة الحيمودي
اهتزّ المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء على وقع تحقيق داخلي غير مسبوق، بعدما فجّر طبيب مقيم في مقطع فيديو متداول على موقع “فايسبوك” اتهامات صادمة حول ما وصفه بـ”ممارسات غامضة ومريبة” داخل قسم الأمراض الباطنية بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي.
الطبيب الذي ظهر بوجه مكشوف وصوت واضح، تحدّث عن وجود منشفات ملوّثة بدماء أطفال “زهريين” يتم الاحتفاظ بها بطريقة مثيرة للريبة، دون أن تُعرف الأسباب أو الجهة التي أمرت بذلك. هذه التصريحات أحدثت زوبعة داخل أروقة المستشفى، وأجبرت إدارة المركز على التحرك العاجل لتطويق الأزمة.
وبحسب مصادر مطلعة فقد شكّل المدير العام للمركز لجنة خاصة تضم دكاترة وبروفيسورات من مختلف التخصصات، أوكلت إليها مهمة التحقيق الميداني في مضمون الشكاوى والاتهامات، والاستماع إلى العاملين داخل القسم المعني، في محاولة لكشف ما إذا كانت الادعاءات مبنية على وقائع حقيقية أو مجرد سوء تقدير مهني.
التحقيقات الأولية وفق نفس المصادر، تجري في أجواء مشحونة بالحذر والتوتر، خصوصًا بعد تداول الفيديو على نطاق واسع، وما رافقه من تساؤلات حول معايير النظافة والتدبير داخل مستشفى الهاروشي، الذي يُعتبر من أكبر المؤسسات الصحية المخصصة للأطفال في المغرب.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن اللجنة استمعت بالفعل إلى عدد من الأطر الطبية والتمريضية، على أن تُرفع نتائج التحقيق إلى الإدارة المركزية خلال الأيام المقبلة، تمهيدًا لاتخاذ إجراءات تأديبية أو قانونية إذا ثبتت أي تجاوزات.
القضية التي تحولت إلى موضوع رأي عام على مواقع التواصل الاجتماعي، أعادت إلى الواجهة سؤال الشفافية داخل المستشفيات العمومية، وضرورة تفعيل الرقابة الصارمة على طرق حفظ الأدوات والمعدات الطبية، خصوصًا في الأقسام الحساسة التي تُعالج الأطفال والرضّع.
ويبقى السؤال المطروح اليوم:
هل سينتهي التحقيق بتبرئة الأطر واعتبار الأمر مجرد “سوء فهم مهني”؟ أم أن المستشفى مقبل على زلزال إداري وأخلاقي قد يهزّ الثقة في المنظومة الصحية بأكملها؟


Comments
0