جاري التحميل الآن

في اليوم العالمي للمرأة…

 

 

لمياء.أ.و.الدويهي.لبنان

بيوم، بلحظة، بنهضة، بقرار، قالت المرأة لا للتمييز لا للإجحاف، لا للانتقاص من حقها وقيمتها وكرامتها، مكانتها وكيانها… فكان، وبعد جِهاد طويل دام حوالي القرن، ٨ آذار، اليوم العالمي للمرأة…
قيل في المرأة: هي نصف المجتمع… وتستحق بأن نطالب لها بحقوقها، وكأنّ حقّها وبسبب المناصفة بالعدد، يستحق النظر بشأنه، وبين مزدوجين، بموضوع ترقيتها لحقوق هي بالأصل مُكتسبة منذ لحظة الخلق لأنها إنسان، أخذت حقها بالإنسانية من الخالق حتى قبل الخلق، أي بالحرّية والقيمة والكرامة والمكانة…
المرأة هي التي تعطي الحياة، المرأة ترعى الرجل والمرأة، تُنشئ الرجل والمرأة… وعبر التاريخ وحتى خلال حقبات ما قبل التاريخ لعبت المرأة أدوار مصيريّة بتحديد كيان دول وبلدان… هي الأرض التي تحوي والحياة بكل مفاهيمها تعطي… واليوم دورها الأساسي أن تسعى جاهدة لتحقيق ذاتها وكيانها وأن تكون فاعلة في مجتمعها، إن على المنابر وإن بصمت فرح العطاء…
بعض من النساء مُرتهنة للخوف لأسباب وعوامل عديدة قد تكون نفسيّة وقد تكون تقاليد لم تستطع كسر قيودها، ما ينتقص من قيمتها وبالتالي ينعكس سلبًا على تربيتها، إذا كانت أمًّا، لأنَّها ستكرِّر تجربتها ذاتها وقد تأسُر أولادها (صبيان وبنات) بذات السجن الغير المرئي وبالتالي سينعكس سلبًا أيضًا على الإنسانيّة وعلى حياتها الخاصة وعلى ثقتها بنفسها وقدراتها الموهوبة لها، والتي لم تستطع اكتشافها لتطويرها وتفعيلها، وهنا يجوز القول، كل إنسان وليس فقط المرأة قد أصبح أو أصبحِت مجرد عدد في المجتمع…
ما نحتاجه اليوم وغدًا ودائمًا، هو تحرير الذهنية وتوعية الفكر من خلال طريقة تربية تمنح قيمة لكيان المرأة كما الرجل وتحفظ لها كرامتها، هذه الكرامة الي تكونت فيها وأُعطيت لها مجَّانًا، حتى قبل ولادتها…
الفرق كل الفرق، عندما نحرص على تربية أجيالنا الصاعدة بوعي مبني على أساسات المحبّة والاحترام، قِوام العائلة المتضامنة والمتماسكة التي تحل خلافاتها وتتخطّى صعوباتها لأنها مسنودة على قاعدة إيمانيّة وعلى ركيزة المحبة المجانيّة، التي تبني شخصيّة المرأة والرجل على السواء، تهدي إلى الطريق القويم، تمنح الحق وبالتالي تعطي الحياة…
الجهاد طويل ولا ينتهي، والمجتمعات والاختلافات ستبقى موجودة وسيظل الإنسان بمسعى إلى الخير أرجل كان أو امرأة… والأقوى هو الذي يقدر أن يغلب ذاته ويضبط إيقاع نفسه ويفهمها وينفتح على إحتياجات الآخرين، كائنًا من كان… لميا أ.و. الدويهي
٣ /٣ /٢٠٢٣

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك