في ذكرى توقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال المهدي بنبركة أحد الموقعين على الوثيقة لا زال دون قبر ….
د. سعيد جعفر
خارج وظيفة إدماج الأفراد في الذاكرة الجماعية والهوية الوطنية عبر تخليد ذكرى توقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال كذكرى كان لها دور حاسم في تركز الوعي الوطني بضرورة التسريع باستقلال البلاد،
هناك زوايا مظلمة كثيرة ترتبط بهذه الذكرى تحتاج في يوم ما إرادة شجاعة في التصالح معها.
– الزاوية الأولى:
لا بد يوما من الاعتراف أن جزء ممن كتبوا هذا التاريخ من النخبة المدينية ومن الأعيان كتبوه بلغة مصالحهم ومصالح أحفادهم، بل أنهم ارتكبوا ما يشبه الخيانة في حق المقاومين والفدائيين في الجبال وفي القبائل الصامدة في آيت وراين وآيت عطا وآيت باعمران والسماعلة وبني خيران وغيرها وأشروا على تفاوضات من موقع ضعف في وقت كانت فرنسا في حالة ضعف عسكري وسياسي بعد هزائمها المتوالية في معارك الحرب في الجبهة الهندية الصينية والجبهة الجزائرية وفي وادي زم.
– الزاوية الثانية:
هناك معارك أخرى أهم هزمت فيها المقاومة المسلحة الفرنسيين والاسبان سواء في الوسط والشمال والجنوب، ولهذا ولتحقيق ادماج حقيقي للأجيال الجديدة بنخوة حقيقية يستحسن تخليد معارك الهري وبوغافر ووادي المخازن وغيرها من المعارك المؤلمة للمستعمرين الفرنسي والاسباني.
– الزاوية الثالثة:
هناك ظلم كبير يتعرض له هؤلاء الذين قاوموا فعلا من تحرير البلاد وطرد المستعمر لأن النخبة المدينية والأعيان رسملت عائد كل الجهاد والمقاومة ومررته لأحفادها الذين يستفيدون اليوم من الجاه والسلطة والثروة في الوقت الذي يتعذب كثير من أبناء المقاومين والفدائيين.
– الزاوية الرابعة:
سيكون من غير المستساغ أن واحدا من الموقعين على الوثيقة ومن تكلف بإيداع نسخة منها في السفارة الأمريكية وهو الشاب ذو 18 ربيعا المهدي بنبركة، لا زال لم يعرف قبره إلى اليوم.
هذه زوايا قد لا يكون الوقت اليوم مناسبا لكشفها لأننا لا زلنا في طريق استكمال الدولة وهي محتاجة لتاريخها الرسمي لإدماج الأجيال الجديدة، ولكن وظيفتنا كباحثين هي أن نكون فدائيين في طرح الأفكار التي قد تحتاجها الأوطان مستقبلا بعد زمن قصير أو متوسط أو طويل.
رئيس مركز التحولات المجتمعية والقيم في المغرب وحوض المتوسط
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق