متابعة عبد الحق عبد النجيم.
صدر للفنان والباحث الأكاديمي، عبد اللطيف بن المسناوي نسيب، كتاب جديد عن “دار الوطن”، موسوم بـ “مقاربات فنية.. دراسات في السينما والمسرح”.
الكتاب القيم الواقع في 153 صفحة من القطع الصغير، تصدرت غلافه لوحة للفنان التشكيلي عزيز المسناوي، وانجز تصميمه الداخلي إضافة إلى الغلاف، عبد العزيز دويبة.
وكان لافتا تصدر أولى صفحات المنجز البحثي الفني، تقديم بقلم الدكتور عمر الرويضي، كما تشلكت لجنة القراءة من أسماء وازنة وهي، فيصل الشرايبي، وعمر الرويضي، وجمال بندحمان، وتلكماس المنصوري، وخالد مساوي ثم عادل القريب.
لغة العرفان من طرف عبد اللطيف المسناوي، صاحب هذا الإصدار الشهير في الأوساط الفنية كمخرج وممثل، تجلت في الإهداء الذي كان لوالده ووالدته، كما شمل ابنه وكل إخوته، ولم ينس “أحبة يضيؤون قلبي وحياتي”، و”إلى أساتذة وإخوة شاركوني يوميات التحصيل وساهموا في صناعة هذا المسار..”
وكما جاء في مقدمة الكتاب، التي وقعها عمر الرويضي، فإن هذا الكتاب يعد “مبادرة نبيلة وخطوة جريئة من المبدع والفنان والناقد الدكتور عبد اللطيف بن المسناوي”، ويوضح صاحب التقديم، أنه “يحضر هذا النبيل في هذا العمل باعتباره محاولة جادة، اجتمعت فيها تجارب نقدية واعدة وفق مقاربات هجينة في أول كتاب جماعي يسهر الباحث على إعداده وتنسيق مواده.”
ويتابع الرويضي في تقديمه قائلا: “وتتجلى الجرأة في هذا الكتاب من خلال زواج كاثوليكي أراد كاتبه أن يجمع في مراسيمه بين جنسين إبداعيين متباعدين من حيث السياق التاريخي لظهور كل منهما، ولاختلافهما في أدوات التناول وآليات المقاربة”.
الشوق يزداد مع مقدمة الرويضي، للاطلاع على هذا المؤلف النقدي الفني، الذي سهر على تنسيقه وإعداده الفنان عبده المسناوي، وهو الاسم الذي اشتهر به في الوسط الفني المغربي والعالمي أيضا.
وتوزعت الدراسات الواردة في هذا الكتاب الذي هو ثمرة مجهود جماعي، بين السينما والمسرح، وساهم نقاد وباحثون وازنون وواعدون، ونجد اول تلك الدراسات هي التي وقعها سليمان الحقيوي المعنونة بـ “التاريخ والتخييل بين سردية التاريخ وسردية الكاميرا”، ثم دراسة نور الدين أرطيع “واقع تدريس مادة التربية الفنية في زمن التعليم عن بعد: الإشكالات والآفاق”.
اما صلاح الدين بلوط، فقد ساهم بدراسة حول “الفن وتكريس مفهوم الديمقراطية الثقافية”، ونصل إلى مساهمة منسق الكتاب، عبد اللطيف بن المسناوي الذي اختار أن يناقش موضوع “التشويق في السينما الحديثة بين أفلام الرعب والإثارة”.
وقدمت الباحثة حنان المنصوري، دراسة حول “من الفن السابع إلى الفن التاسع” وفيه قامت بقراءة في “فيلما (سيد الخواتم) و(إلى اللقاء في العالم الآخر) نموذجا.
وحضر “التراث والهوية في الخطاب المسرحي المغربي”، في دراسة هشام حكام، اما الدراسة الأخيرة في الكتاب فكانت من توقيع زهرة الخطاب وتمحورت حول “الفرجة والتناسخ في مسرح ما بعد الدراما: رؤى وتصورات نقدية”.
باختصار فإن الكتاب الذي أصدرته دار الوطن للفنان والناقد عبد اللطيف بن المسناوي، هو إضافة نوعية للخزانة الوطنية وللمنجز النقدي الفني في المغرب.
فالكتاب هو ثمرة مجهود جماعي شارك فيه مجموعة من الباحثين المتخصصين في مجال السينما والمسرح، جمع بين تجارب نقدية واعدة استطاع فيها الكتاب من خلال الدراسات المتنوعة التي قام بها الباحثون من المزاوجة بكل جرأة وشجاعة بين جنسين إبداعيين متباعدين من حيث السياق التاريخي لظهور كل منهما والاختلاف في أدوات التناول وآليات المقاربة.
Share this content:
إرسال التعليق