مع الحدث أبوظبي.
تنوعت الإستحكامات في العمارة الدفاعية الإسلامية في الخليج العربي مثل الحصون والقلاع والأبراج والأسوار والمدن المحصنة .
وقد تطلبت الطبيعة الجغرافية والأحداث السياسية والأطماع الخارجية على منطقة الخليج العربي على مر العصور ضرورة تشييد الكثير من العمائر الدفاعية وخاصة في المناطق الساحلية وبقيت أعداد ليست بالقليلة منها حتى اليوم .
ويعد حصن أو قلعة الفهيدي بإمارة دبي من القلاع الكبيرة التي ما زالت تحتفظ بعناصرها المعمارية الدفاعية كإستحكام دفاعي إسلامي وإمتداد للفكر الهندسي الإسلامي في المنشآت ذات الطابع الدفاعي العسكري بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال مدير مركز الخليج للبحوثِ والدراسات التاريخية وخبير الآثار والعمارة الإسلامية الدكتور محمود رمضان أن هذه القلعة انشئت في سنة 1214هـ / 1799م واستخدمت مقراً للحكم ما يقرب من تسعة وتسعين عاماً حتى أنتقل المغفور له الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم إلى الإقامة في منطقة الشندغة بدبي لتتحول القلعة إلى سجن واستخدم جزء منها مخزناً للأسلحة والذخائر الحربية.
وفي سنة 1391هـ/1971م استخدمت تلك القلعة متحفاً للمقتنيات الأثرية وقد أفتتح في ثوبه الجديد التقني في سنة 1414هـ/ 1991م.
واضاف ان قلعة الفهيدي بنيت بالصخور المرجانية البحرية والجص وتشغل مساحة مربعة يبلغ طول كل ضلع من اضلاعها 30.55م وترتفع أسوارها حوالي 9.25م وفتح في الجزء العلوي من هذه الأسوار فتحات لمزاغل كانت مخصصة لرمي السهام وأخرى لفتحات البنادق يتم إستخدامها للدفاع عن القلعة في وقت الهجوم ويتوج الأسوار من أعلى صف من الشرافات النصف دائرية من الحجر ذات تدبيب خفيف من أعلي مثلما هو معروف في أنماط الإستحكامات الدفاعية الإسلامية في دول الخليج العربية.
وللقلعة ثلاثة أبراج كبيرة أثنان منها دائريا الشكل يكتنفان الزاويتين الجنوبية الغربية والشمالية الشرقية من القلعة ويبلغ أقصى إرتفاع لكل منهما حوالي 14متر ويتكون البرج الجنوبي الغربي منهما من ثلاثة طوابق أوسعهم أسفلهم وشغل الطابقين العلويين بفتحات مزاغل لرمي السهام والقذائف النارية أما البرج الثالث فهو مستطيل الشكل ويبلغ أطوال أضلاعه 7-9متر وإرتفاعه حوالي 15.4متر ويحتوي على طابقين شُغل الطابق الأسفل منهما بنوافذ يغشيها أسياخ من الحديد وبالنسبة للطابق العلوي فقد شُغل بسبع فتحات لمزاغل مستطيلة ويتوج واجهة هذا البرج صف من الشرافات الحجرية كانت تستخدم كدروع وقائية عند الدفاع عن القلعة. ويقع المدخل الرئيسي للقلعة بالواجهة الشرقية وهو مدخل تذكاري بارز يمتد إلى خارج الواجهة بحوالي 1.55متر ويتوسطه فتحة باب مستطيلة يغلق عليها فردتا باب خشبيتان في حالة جيدة من الحفظ.
ويؤدي المدخل السابق إلى دركاة مستطيلة بها زُلاقة خشبية كانت تستخدم لإعاقة المهاجمين، وتُفضي هذه الدركاة إلى دهليز مستطيل فُتح في زاويته الجنوبية الشرقية فتحة مستطيلة تؤدي إلى فناء أوسط مكشوف بداخل القلعة ويحيط به وتفتح عليه مجموعة من الحجرات من الجهتين الشمالية والشرقية وشُغلت زوايا الفناء بدرج حجري يصعد منه إلى أعلى الأبراج والممشي العلوي أيضاً.
واسار الدكتور رمضان أن الحجرات التي تفتح على الفناء الأوسط خصصت قاعات للعرض المتحفي يعرض بها مجموعة نادرة من الرماح والسهام والنشاب والخناجر والدروع والسيوف والخوذات وأدوات القتال والدفاع المختلفة بالإضافة إلى صور لمدينة دبي القديمة وذلك في تناسق وتناغم متحفي وتقني.
كما فتحت قاعة كبرى أسفل القلعة عبر ممر صمم خصيصاً لهذا الغرض لعمل متحف للعروض الحية والتشخيصية عن مهنة صيد اللؤلؤ والحياة البحرية والبيئة، علاوة على قاعات أخرى خصصت لعرض نماذج من المكتشفات الأثرية التي شملت حضارات ما قبل التاريخ والحضارة والآثار الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة وبخاصة إمارة دبي ذات التألق الحضاري المتجدد.
Share this content:
إرسال التعليق