جاري التحميل الآن

كأس العرب : دروس وعبر

عبدالرحيم أبوصهيب

في الوقت الذي كان فيه الجميع ينادي بضرورة دعم المنتخب الوطني خلال كأس العرب التي أقيمت بدولة قطر، راح جزء كبير من المتتبعين المغاربة يقللون من قيمة المنافسة، وضرورة التركيز على منافسات بعينها ككأس إفريقيا للامم وكأس العالم.
وما إن انطلقت المنافسة حتى بدأت تجلب انتباه الجماهير، وراح الجميع يقيم أداء المنتخبات عبر متابعة جميع المقابلات حتى أولئك الذين أبخسوا الكأس العربية قيمتها وجودتها، وسواء كان السبب في ذلك ;  التعاطي الإعلامي المتميز للقناة الناقلة، أو الملاعب الخرافية التي أجريت عليها، أو حجم الأسماء الحاضرة ; فإن المتابعة الجماهيرية أخدت شكلا غير مسبوق، جعل جميع المنتخبات تحاول الظفر بهاته الكأس التي أصبحت غالية بين عشية وضحاها.
ولأن الإنسان كائن متناقض بطبعه وعلى المستوى المحلي فإن المغاربة أصبحوا يحلمون بالفوز باللقب، وفي مقدمتهم أولئك الذين رأوا فيها مضيعة للجهد والمال، بل وهناك من نصب نفسه عارفا بعلوم الكرة ولم يقبل أقل من الفوز بالكأس العربية.
ولأن كرة القدم تدور حول الفوز والإخفاق، ولأننا أصبحنا ندمن الإخفاق حتى أصبحت فكرة النجاح ترعبنا ; فقد شعر الجميع بخيبة أمل كبيرة بعد إقصاء المنتخب الوطني في دور الربع، ليأتي الدور في متلازمة التناقض على أولئك الذين هللوا بالأمس لمنتخب عموتة ودافعوا عنه باستماتة إلى درجة المطالبة بمواجهة فاصلة مع المنتخب الأول، ليتحولوا فجأة إلى معاول تقوم بهدم كل ما تقدم، داعيين إلى تفكيك هذا المنتخب  والتشكيك في قدرات اللاعبين والطاقم التقني.
ودون الدخول في إصدار الأحكام على هاته المشاركة، تبقى الدروس المستخلصة منها مهمة للغاية، لان كرة القدم تلعب على أرضية الملعب، ولا تحتاج إلى طبل ومزمار خارج المدرجات، بل يحكمها العمل والثقة والشعور بقيمة القميص المحمول خصوصا إدا كان قميص منتخب وطني.
وكل إخفاق وأنتم بخير.

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك