كارثة بكل المقاييس… مقبرة أولاد بن عمر دحامنة ببوسكورة تُركت للمجهول وسط صمت المجلس الجماعي

مع الحدث/ بوسكورة

تحرير ✍️: ذ فيصل باغا

 

في مشهد يدمي القلب ويحزّ في النفس، تعيش مقبرة أولاد بن عمر دحامنة بمدينة بوسكورة وضعًا كارثيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فهذه المقبرة، التي من المفترض أن تكون مأوىً كريماً للراحلين، أضحت رمزًا للإهمال والتهميش، وسط صمت مريب من المجلس الجماعي ببوسكورة الذي يبدو أنه في “خبر كان”.

 

أول ما يثير الاستغراب هو غياب أي حارس رسمي للمقبرة، ما جعلها عرضة لكل أشكال العبث، بل وأصبحت مفتوحة على مصراعيها دون حاجز أو سور يقي حرمة الأموات. الوضع الأمني مقلق، وقد شهدت المقبرة في أكثر من مناسبة دخول الغرباء وحتى المنحرفين، في ظل غياب أي مراقبة أو تدخل من الجهات المسؤولة.

 

والأدهى من ذلك أن المقبرة قد امتلأت عن آخرها، ولا توجد أي مبادرة حقيقية لتوسيعها أو تهيئتها من طرف المجلس الجماعي، رغم أن عدد الوفيات في ارتفاع مستمر، وساكنة أولاد بن عمر دحامنة في اتساع دائم. هذا الوضع دفع ببعض شباب المنطقة إلى التطوع شخصيًا لحفر القبور، في غياب تام لأي خدمات رسمية أو تجهيزات تحترم كرامة الموتى وعائلاتهم.

 

إن ما يحدث في مقبرة أولاد بن عمر دحامنة ليس مجرد تقصير بسيط، بل هو كارثة إنسانية وأخلاقية ودينية، تنم عن غياب الإرادة السياسية لدى المسؤولين المحليين، واستهتار بحقوق الموتى كما الأحياء.

 

أين هو المجلس الجماعي ببوسكورة؟ أين هي لجان التعمير والتجهيز؟ أين هي ميزانيات التهيئة والمبادرات التي نُسمع عنها فقط في الحملات الانتخابية؟ أم أن المقابر لا تدخل ضمن “برامج التنمية” لأنها لا تُدرّ ربحًا انتخابيًا؟

 

الساكنة اليوم توجه نداءً مستعجلاً إلى السيد عامل إقليم النواصر، وإلى وزارة الداخلية، من أجل التدخل الفوري لحماية كرامة الموتى، ووضع حد لهذا العبث الصارخ. كما تناشد جمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الوطنية تسليط الضوء على هذا الملف، حتى لا يُدفن مع ضمير المسؤولين.

 

لقد بلغ السيل الزبى ومقبرة أولاد بن عمر دحامنة تستغيث… فهل من مجيب قبل أن تتحول هذه الكارثة إلى عار دائم على جبين كل من صمت عنها؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)