لقطة تقبيل يد عامل شفشاون تثير جدلاً واسعًا: تساؤلات حول بروتوكولات الاستقبال ورسالة إلى وزير الداخلية

مع الحدث

تحرير ✍️: ذ فيصل باغا

 

في مشهد أثار موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، التُقطت صورة خلال مناسبة رسمية يُظهر فيها أحد الأشخاص وهو يقبّل يد عامل إقليم شفشاون أثناء استقباله في إحدى الفعاليات المحلية. الصورة، التي سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم، فتحت الباب واسعًا أمام النقاش حول بروتوكولات الاستقبال الرسمية، والعلاقة بين ممثلي الدولة والمواطنين، خصوصًا في ظل ما يشهده المغرب من دعوات إلى تحديث الإدارة وتعزيز كرامة المواطن.

 

الواقعة التي وثقتها عدسة أحد المصورين المحليين، أثارت استياء شريحة واسعة من المتابعين، حيث اعتبرها البعض مشهداً “رجعياً” لا ينسجم مع قيم الدولة الحديثة ومبادئ المساواة والكرامة التي ينص عليها الدستور المغربي. فيما رأى آخرون أن الأمر قد يحمل بعداً شخصياً أو تقليدياً لا يجب تضخيمه.

 

ومع تصاعد النقاش وجه نشطاء ومهتمون بالشأن العام رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى وزارة الداخلية، مطالبين بتوضيح رسمي حول هذه الممارسات التي تتكرر في بعض المناسبات الرسمية، ومدى انسجامها مع توجيهات الملك محمد السادس التي تؤكد في غير ما مرة على ضرورة تجديد النموذج الإداري والقطع مع مظاهر التملق والتبجيل غير المبررة.

 

في هذا السياق دعا عدد من المهتمين بالشأن العام إلى إصدار مذكرات تنظيمية تمنع مثل هذه السلوكيات، معتبرين أن الموظف العمومي، أياً كان موقعه، هو في خدمة المواطن، وليس العكس. كما شددوا على ضرورة تعميم ثقافة الإدارة المواطِنة التي تقوم على الاحترام المتبادل، لا على التراتبية الشكلية أو المظاهر البروتوكولية البالية.

 

الجدير بالذكر أن عامل إقليم شفشاون لم يُصدر أي توضيح رسمي حتى اللحظة بشأن الصورة المثيرة للجدل، فيما ينتظر الرأي العام موقفاً واضحاً من وزارة الداخلية، يُعيد ضبط العلاقة بين ممثلي السلطة والمواطنين في إطار من الكرامة والاحترام المتبادل.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)