متابعة عز الدين العلمي
قالت مصادر مطلعة إن “محمد القيسي”، بصفته أحد الناجين، روى تفاصيل مثيرة عن “مذبحة” البحرية الجزائرية عقب إطلاق النار، مساء الثلاثاء الماضي 29 غشت، على 4 مغاربة من الجنسية الفرنسية، كانوا على متن دراجتين مائيتين. على شاطئ السعيدية بوجدة. ، وتسبب في وفاة شخصين.
وأضاف المصدر أن “محمد القيسي” بصفته شقيق الشاب بلال الذي قتلته البحرية الجزائرية، قال إنه كان مع شقيقه الأصغر وابن عمه وصديقيه في رحلة على متن دراجة نارية على شاطئ السعيدية باتجاه منطقة رأس الماء ثم إلى منطقة سيدي البشير حيث تناولنا وجبة سمك قبل العودة. توجهنا نحو السعيدية حوالي الساعة 7:30 مساءً، عندما غربت الشمس وكان الشاطئ أسود اللون.
وأوضح “محمد القيسي” في تصريح للصحافة أنهم تاهوا في طريق عودتهم إلى السعيدية لمدة ساعتين حتى بدأ نفاد الوقود من دراجاتهم، عندما ظهر أمامنا زورق مطاطي أسود من طراز “زودياك” تابع للبحرية الجزائرية. وحاولوا إنزالنا في الماء، قبل أن يقترب منهم أخي الأصغر. لم اسمع. وجرى الحديث بينهما، لكنه أشار إلي بيده في اتجاه الطريق نحو السعيدية”.
وأضاف المتحدث: “عندما حاولنا التوجه في الاتجاه الذي توجد فيه مدينة السعيدية، حسب ما قاله أفراد من البحرية الجزائرية لأخي الأصغر، سمعنا إطلاق نار من القارب المذكور في اتجاهنا، مما تسبب في إصابتي”. أصيب أخي وصديقي بخمس رصاصات، وصديقي الآخر الذي أصيب برصاصة في المياه واعتقلوه”.
وبحسب شقيق الشاب بلال الذي قتلته البحرية الجزائرية، فإنه حاول الوصول إلى المياه المغربية بالسباحة عندما نفد وقود الدراجة، قبل أن تظهر البحرية الملكية المغربية التي كانت تبحث عنهم وعرضت عليه وأكد أنهم لم يهربوا من البحرية الجزائرية، بل تفاوضوا معهم من أجل العودة. واتجهوا نحو شاطئ السعيدية، إلا أنهم تعرضوا لهجوم بالرصاص”.
وأكدت مصادر مختلفة أن مياه البحر جرفت جثتين إلى الشاطئ، حيث تم نقلهما إلى مشرحة المستشفى الجهوي بالدراج ببركان، قصد إخضاعهما للتشريح الطبي بناء على توصيات النيابة العامة المختصة.
وبحسب المصادر نفسها، فإن الشبان الأربعة عبروا المياه الإقليمية الجزائرية ببضعة أمتار، بينما كانوا يظنون أنهم ما زالوا على سواحل السعيدية، عندما فاجأتهم البحرية بالرصاص. توفي اثنان منهم على الفور، فيما أصيب الشابان الآخران بجروح خطيرة وتم نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى.
وأجرى أحدهم، أمس الأربعاء، عملية معقدة للغاية لاستخراج الرصاص من معدته، فيما لم تعرف الحالة الصحية للشاب الآخر.
ولم تكلف البحرية الجزائرية عناء تنبيه الشباب عبر مكبر الصوت، أو حتى إطلاق طلقات تحذيرية كما تقتضي الأعراف الدولية في مثل هذه الحالات التي تتداخل فيها الحدود، حيث لا يبعد المصطافون على شاطئ السعيدية المغربي سوى أمتار قليلة عن المصطافين على الشاطئ قرية العقيد لطفي الجزائرية.
وقد قوبل الخبر باستهجان وغضب كبيرين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استنكروا الجريمة البشعة التي ارتكبها نظام تبون مرة أخرى في حق شباب في مقتبل العمر بسبب الحقد والضغينة التي يكنونها للمغرب.
Share this content:
إرسال التعليق