مع الحدث
دعا المشاركون في الملتقى الروحي الدولي الأول لمولاي علي الشريف دفين مراكش، الذي اختتمت أشغاله، أمس الأحد، بمراكش، إلى إخضاع موضوع التصوف للدراسة العلمية الأكاديمية والمزاوجة بين البعد الروحي السلوكي والبعد المعرفي.
وأجمع مختلف المتدخلين، في وثيقة تحمل اسم “إعلان مراكش الروحي”، صدرت في ختام أشغال هذا الملتقى، الذي نظم على مدى يومين، على أهمية “إبراز دور التصوف والطرق الصوفية في مد جسور التواصل الحضاري وترسيخ أسس الأمن الروحي والمؤاخاة الدينية القائمة على المحبة والتعاون وعلى البر والتقوى وتوطيد هذه القيم في نفوس الناشئة”.
كما دعا المشاركون في الملتقى، إلى توطيد العلاقات الدينية والثقافية بين المغرب وبلدان إفريقيا، بما فيه خدمة الشعوب، وإظهار أدوار الطرق الصوفية في بناء وصيانة هذه العلاقات.
وتوجه المشاركون، خلال اليوم الأخير من هذا اللقاء، والذين رافقهم، على الخصوص، والي جهة مراكش – آسفي، وعامل عمالة مراكش، السيد كريم قسي لحلو، وكذا شخصيات أخرى، إلى أضرحة سبعة رجال بمراكش (سيدي يوسف بن علي، والقاضي عياض، وسيدي أبي العباس، وسيدي ابن سليمان الجزولي، وسيدي عبد العزيز التباع، وسيدي عبد الله الغزواني، والإمام السهيلي)، حيث ترحموا على أرواح هؤلاء الأولياء، قبل أن يتوجهوا إلى ضريح مولاي علي الشريف المراكشي.
وبهذه المناسبة، رفع الحضور أكف الضراعة إلى الله عز وجل بأن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، وبأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وبأن يشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرعوا إلى العلي القدير بأن يمطر شآبيب رحمته على جلالة المغفور له الحسن الثاني، وجلالة المغفور له محمد الخامس، وبأن يسكنهما فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وتميزت الأمسية الختامية أيضا بتلاوة آيات بينات من الذكر الحيكم، وبإنشاد أمداح نبوية، احتفالا بذكرى عيد المولد النبوي الشريف، وكذا بقراءة قصائد شعرية تبرز أهمية هذه الذكرى عند المسلمين.
وعرف الملتقى الروحي الدولي الأول لمولاي علي الشريف دفين مراكش، الذي نظم بمبادرة من مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي – باب هيلانة، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعة القاضي عياض، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والمديرية الجهوية للثقافة لمراكش – آسفي، وتناول موضوع “أصول المدد الروحي والامتداد الصوفي المغربي في العمق الإفريقي انطلاقا من بيت النبوة”، “رعاية الدولة العلوية الشريفة للزوايا والطرق الصوفية”، مشاركة ثلة من العلماء والشيوخ من إفريقيا والولايات المتحدة.
وهدف هذا الملتقى الى ابراز الادوار الريادية للمملكة المغربية الشريفة في العمق الافريقي، الروحية والدينية والثقافية، الى جانب الادوار الاقتصادية والسياسية، وبيان قيمة ودور النسب الشريف والانتساب لبيت النبوة في ترسيخ المحبة والصلاح وضمان الأمن الروحي في بلاد إفريقيا، والتعرف على الجذور التاريخية لهذه الريادة المتميزة للمملكة المغربية، والكشف عن ظهائر التوقير السلطانية على الزوايا والطرق الصوفية في عهد الملوك العلويين.
كما سعى إلى إبراز دور الملوك العلويين في بناء وترميم أضرحة شيوخ الصلاح والعارفين، وابراز دور صالحات مراكش في نشر العلم والصلاح، ودور التصوف في تهذيب السلوك وبناء الانسان ونماء العمران وتحقيق الامن الروحي للأوطان، وتنمية وتعزيز العلاقات الدينية والثقافية بين المملكة المغربية الشريفة وبلدان افريقيا بما فيه خدمة للشعوب، وابراز قيمة ودور الامامة العظمى في المملكة المغربية الشريفة في رعاية وتوطيد هذه العلاقات المغربية الافريقية، واظهار أدوار الطرق الصوفية في بناء وصيانة هذه العلاقات، وجرد مظاهر الاهتمام والرعاية للامتداد الديني وللطرق الصوفية من طرف المملكة.
Share this content:
إرسال التعليق