جاري التحميل الآن

مع قهوة الصباح. … المقاهي الشعبية وافة تدخين المخدرات. ….؟

بقلم ماجدة سعيد.

من نافدة الحافلة، في ساحة سراغنة، بدرب السلطان،أثار انتباهي ورقة أُلصقت على مقهى شعبي تحت لقواس.
” ممنوع تدخين الحشيش”.
ظاهرة تدخين الحشيش علناً ،رغم أنها غير قانونية، متداولة و أصبحت “عادي”، خلاف ما كان عليه الحال في الثمانينات حين هاجرت من المغرب إلى أروبا.
“عادي”
هدا ما يردٌِده لحشيشي !!
بما انه ممنوع و غير قانوني ان تدخن لحشيش في مقهى فإن “المحششين” يجدون على عتبة المنازل مكانا يتحششون فيه بكل أريحية و أمام الساكنة التي لا تحرك ساكن ضدهم.
و للاسف منزلي في الطابق السفلي، يعني أن رائحة الحشيش كانت “تُبخٌِر” البيت بأكمله و حوارات لحشيشيا التافهة بكلام ساقط و مصطلحات إلي على بالكم، كانت “سيمفونية” تصاحب رائحة الحشيش و سبسي و جونات و أحيانا أجد قنينات الفارغة تاع البيرا.
بعد محاولات عدة لإبعادهم من عتبة منزلي، و عراك و مشادات كلامية عنيفة، لأنه بالنسبة للحشيشيا “عادي” يكميو جوان قدام داري !!
“عادي” يتلفض بالكلام الساقط
و “عادي” انه يرافق حشاشية آخرين حتى يمكنهم تقاسم جْوان و “مناقشة” قضايا و أحوال لبلاد إلي ما عجباهمش، بطبيعة الحال،
و هاته “المناقشات” تستدعي أن تبرم “جوانات” أخرى و تتسع الجوقة و تتعالى الأصوات في المناقشة و يتصاعد دخان الحشيش و يكثر الكلام الساقط..!!
و” تطلع ليا القردة ” و يقع اصطدام و مشاحنة معهم من جديد…
و يتكرر الاصطدام بالواقعة في كل مرة اتواجد في البيت.
و الغريب بالنسبة لي في أول الامر، أن ولا واحد من ساكنة الحي ، رجال و نساء ، يحتجون او حتى يطلبون منهم مغادرة عتبة الباب..مع العلم انهم آباء و أمهات و لهم أطفال قاصرين، يجب حمايتهم من هاته الظاهرة.
كنتُ انا الوحيد التي تحارب لحشيشية، انا la chèvre noire de monsieur Seguin، التي لا ترى في هاته الظاهرة شيء “عادي”.. و استطعت شيئا ما أن أبعد عدد كبير من لحشيشة من الدرب، من أمام عتبة بابي و باب من حولي.

هدا ما جعل سيدة في الحي تقطع أربعة أشجار كانت قد اهتمت لسنين بالعناية بهم، لأن تحت الأشجار ،امام بيتها، كانت ملجىء لحشاشية و سكايرية و ما يخلفونه من روائح و “مناقشات قضايا البلد” و بقايا استعمالاتهم.

و قررت أن أجعل باباً حديدياً صغيرا امام عتبة الباب، كما يفعل و يتففن العديد من الساكنة في دلك،
…بعد أن توجهت عدة مرات لمركز الشرطة و حتى لا ازعج فكركم، احتفظ بتجربتي الأخيرة هاته.
و لازالوا بعض من لحشايشية يجلسون أمام عتبة الابواب التي ليست “محصنة” بأدرعة واقية و حامية.

شباب من عائلات محترمة في حي الإنارة ،من الطبقة المتوسطة، الميسورة ماديا و “المتحضرة” إجتماعيا.
أين الخلل؟
و لماذا شباب في مقتبل العمر في نفق الإدمان و الانحراف و التهميش ؟؟
اين دور الأسرة في تأطير أبناءها؟
اين دور الدولة في محاربة ما ينخر جسم الشباب ، شبابها-رجالات مستقبل هاته الامة؟
أين الأحزاب السياسية ، الوسيط بإمتياز بين المواطن و المؤسسات؟؟
الأحزاب التي كانت تؤطر الشباب ، و تدعم المواهب و تكون أجيال و تحضنهم لتعالج مشاكلهم و تساعدهم على الانخراط في مجتمع مسؤول ؟؟!!
اين الأحزاب التي كانت تسعى في إنتاج مواطن واعي مثقف و مؤهل ليصبح مواطن سليم البنية الدهنية و له مرجعية دينية و فكرية و سياسية كدلك؟؟؟
اين هي هاته الأحزاب السياسية !!؟؟
الجيل الدي عايشته ، من الطبقة المتوسطة او الفقيرة، في درب السلطان، كان له سند كبير من عدة أحزاب سياسية،
هاته الأحزاب التي كانت بمثابة الأب الروحي لأبناء هاته الأحياء، حيث كانت تقوم بعدة أشياء من محاضرات و ندوات و لقاءات …، مكتبات ، تأطير مدرسي ، المسرح، الخرجات الاستكشافية للمصانع للتلاميذ البتداءي، الرحلات الكشفية…
اين هي هاته الأحزاب من ماضيها ؟؟

عارهم على من هاد الشباب الضائع؟
شكون يأخد بيديهم و يخرجهم من نفق الجهل و الإدمان و التهميش و الشتات ؟؟
شباب إلي كلهم كيشوفوا في الهجرة الحل الوحيد،
شباب بدون مستوى دراسي و لا تكوين مهني جاد و لا ثقافة و لا فكر و لا أخلاق و لا قيم و لا مباديء و لا مستقبل….

عارهم على من هاد الشباب !!؟؟؟

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك