مقال لرئيس جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية
د. محمد فقيري
يأتي الاحتفال بالذكرى الستين لميلاد فخامة الرئيس إلهام علييف، في وقت تشهد فيه البلاد مسيرة من النماء والتقدم والبناء والنهضة في شتى المجالات وبعد انتصار باهر في الحرب الوطنية الأخيرة وجمهورية أذربيجان تتمتع بموقع استراتيجي مهم، وتتوفر على بنية تحتية متطورة، وثروات طبيعية مختلفة وتلعب دورا محوريا على المستوى الإقليمي، لا سيما بعد العمل على مشروع “صفقة القرن 21” الذي ينقل الغاز الطبيعي من بحر قزوين إلى غرب أوربا عبر الأراضي التركية.
وقد سعى الرئيس إلهام علييف إلى تطوير السياسة الخارجية، بإقامة العلاقات القوية مع دول العالم، بما في ذلك العالم الإسلامي، كما ربط العلاقات مع مختلف المنظمات والهيئات الدولية، واستضافت أذربيجان مختلف الملتقيات الرياضية والاقتصادية والفنية، والمؤتمرات الدولية.
وفي نفس السياق، تمكنت البلاد من بناء نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية، كما اهتمت بالتعددية الثقافية، فأصبحت بذلك مهدا لتلاقح الحضارات والديانات والثقافات، ولم يتوقف فخامة الرئيس عند هذا الحد، بل استثمر في الموارد البشرية وفي الشباب والتعليم، فأنشأ صناديق الدعم والإعانات، وأنشأ الحكومة الإلكترونية التي تعتمد على “خدمة أصان” لضمان الشفافية والحد من الفساد، وخصص مداخيل النفط والغاز للإصلاحات الاجتماعية، فتحقق على يده الرفاه للشعب الأذربيجاني، وتعززت القوة الاقتصادية والعسكرية، وانتصرت جمهورية أذربيجان في الحرب الوطنية التي استغرقت 44 يوما بفضل سياسة الرئيس الحكيمة المبنية على الدبلوماسية والحوار ، على قوى الاحتلال الأرميني، الذي استولى على منطقة قراباغ الأذربيجانية، فتمكنت البلاد من استرجاع الأراضي التي ظلت تحت الاحتلال لما يزيد عن 30 سنة، ، وهو انتصار سيبقى راسخا في ذاكرة الشعب الأذربيجاني.
ويواصل فخامة الرئيس اليوم، عملية إعمار الأراضي التي تم تحريرها وضمان تنميتها، كما عمل على تشييد البنية التحتية، بشكل يجعل منطقة قراباغ منطقة اقتصادية مهمة، لا سيما أنها تتمتع بتراث تاريخي وثقافي غني وطبيعة ساحرة، وذلك لتمكين السياح من زيارتها وكذا توفير ظروف ملائمة لإعادة السكان إلى بيوتهم وأراضيهم الأصلية.
وها هي جمهورية أذربيجان بلاد تمتزج حضارتها العريقة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، بالأصالة والمعاصرة والحداثة التي تضاهي الدول الراقية.
كما فتح باب التواصل مع المواطنين الاذربيجانيين بمختلف دول العالم، بهدف اشراكهم تنمية البلاد وفي السياسة الخارجية، وللحفاظ على هويتهم وارتباطهم بوطنهم ، وقد كان الزعيم القومي الراحل حيدر علييف سباقا لهذه المبادرة، حيث اصدر قرارا سنة 1991، يقضي بجعل يوم 31 دجنبر من كل سنة عيدا لتضامن الاذربيجانيين ، وهو عيد رسمي في البلاد، اذ تجري فيه الاتصالات مع الأذربيجانيين في مختلف بقاع العالم، لتعزيز الوحدة الوطنية، وتوطيد تشبتهم بالحس الوطني، كي لا ينسوا جذورهم التاريخية والقومية، ولتستفيد البلاد من خبراتهم التي تخدم المصالح الوطنية.
ونحن في جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية نستغل هذه المناسبة لنعبر لفخامة رئيس جمهورية أذربيجان، عن أطيب التهاني وأخلص المتمنيات، داعيين له، بموفور الصحة والعافية، وسابغ السعادة والهناء، وللشعب الأذربيجاني الصديق، بتحقيق ما يصبو إليه من التقدم والرخاء، في ظل قيادته الحكيمة.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق