منتزه واد بن موسى بسطات.. متنفس طبيعي يتحول إلى وكر لسلوكيات منحرفة وسط مطالب باستعادة هيبته 

مع الحدث / سطات

المتابعة ✍️: ذ عماد وحيدال

 

كان منتزه شارع الزرقطوني بحي نزالة الشيخ، المعروف بمنتزه واد بن موسى، في بداياته فضاءً يقصده المواطنون، وخاصة العائلات، لقضاء لحظات من الراحة والاستجمام، خصوصًا خلال فصل الصيف. غير أن هذا المتنفس الطبيعي، الذي يُفترض أن يكون واحة للسكينة والطمأنينة، بدأ في الآونة الأخيرة يشهد انحرافات سلوكية أثارت استياء الساكنة والزوار.

فبحسب شهادات عدد من المواطنين، تحوّل هذا الفضاء إلى وجهة لبعض الشباب والفتيات الذين يمارسون سلوكيات مخلة بالحياء، دون مراعاة وجود الأسر والأطفال. مظاهر العناق العلني والتصرفات الحميمية، وأحيانًا جلسات خمرية مشبوهة من طرف ذوي السوابق، أصبحت مشهدًا يوميًا في زوايا المنتزه، رغم قربه من ثلاث مساجد ومحيطه التاريخي المتمثل في القصبة الإسماعيلية.

الأدهى من ذلك كما أفاد عدد من الزوار، أن بعض الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب يتورطن في هذه التصرفات، ما يشكّل إساءة للمرأة المحجبة، ويثير غضب الساكنة التي ترى في ذلك ضربًا للقيم المجتمعية، وتشويهًا لصورة الفضاء العام.

وفي ظل هذا الوضع المقلق ترتفع أصوات المواطنين للمطالبة بتكثيف الدوريات الأمنية داخل المنتزه، وتشديد المراقبة من طرف السلطات المحلية، حفاظًا على أمن العائلات، وصونًا لحرمة الأماكن العامة التي من المفترض أن تكون فضاءً تربويًا وترفيهيًا آمنًا لكل الفئات.

وللإنصاف لا يفوت المواطنون التعبير عن امتنانهم لباشا مدينة سطات على الالتفاتة الإيجابية التي عرفها المنتزه مؤخرًا، والتي تمثلت في إصلاح الإنارة العمومية، وتقليم الأشجار التي كانت تُستغل كمخابئ، في خطوة نالت استحسان الجميع.

إن ما يشهده منتزه واد بن موسى اليوم يفرض على الجميع – سلطات ومجتمع مدني ومواطنين – التحرك العاجل من أجل إنقاذ هذا الفضاء من الانحراف، واستعادة هيبته كمرفق عمومي لخدمة ساكنة المدينة. فإلى جانب المطالبة بتعزيز الحضور الأمني، يناشد المواطنون المجلس الجماعي والمصالح المختصة بإصلاح الكراسي المكسرة، وغرس نباتات زينة كالكازو لإضفاء بعد جمالي على المكان.

منتزه واد بن موسى يستحق أن يُحاط بالعناية، وأن يكون نموذجًا حقيقيًا لفضاءات المدينة الآمنة والنظيفة والراقية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)