●مراكش – مع الحدث :
يحتفي مهرجان “سماع مراكش.. أيام وبسائط الموسمية العاشـرة للقـاءات والموسيـقى الصـوفية”، الذي انطلقت فعالياته، يوم الجمعة، بالمدينة الحمراء، بالمدن العتيقة، حيث تم اختيار شعار “تراث المدن العتيقة خميرة للنموذج الحضري الجديد”، لدورة هذه السنة.
وقال مدير لقاءات سماع مراكش، السيد جعفر الكنسوسي، إن جمعية (منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته)، التي تنظم هذا المهرجان، على مدى يومين، “تهتم اليوم بمآلات المدينة العتيقة، نظرا لما تحظى به من عناية ملكية سامية، حيث توفرت وسائل غير معهودة لهذه المدينة، ومن هنا تواكب الجمعية هذه التدخلات الكبيرة داخل السور، من باب العناية الثقافية، والتفكير، والبحث العلمي”.
وأوضح السيد الكنسوسي، في تصريح صحفي، أن الدورة العاشرة من “سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية”، تحتفي بأحد كبار العلماء والمختصين الأوروبيين، وهو المهندس المعماري سيرج سانتيلي، الذي “كرس أربعين عاما من العمل في البحث والاهتمام والاعتناء بنموذج المدن العتيقة”.
وأضاف أن هذا المهندس المعماري المرموق، الذي درس كأستاذ مبرز بمدرسة الهندسة المعمارية بلثيل بباريس، أشرف طيلة هذه المدة على ورشة وبحث حول المدينة الشرقية العربية الإسلامية، ويعد عمله من أبرز الأبحاث الأوروبية التي اهتمت بالنموذج الحضري للمدن العتيقة.
وأشار، في هذا السياق، إلى أن برنامج الدورة، الذي جاء مختصرا، “نظرا للظرف الصحي نعيشه جميعا”، يشمل ندوة علمية حول موضوع “تراث المدن العتيقة وبلورة النموذج الحضري الجديد”، تتضمن مداخلات لمهندسين معماريين وخبراء في مجال الهندسة المعمارية مغاربة وأجانب، وأساتذة جامعيين، وكذا إعلاميين.
وتقام هذه الدورة المختصرة، التي تتضمن أيضا حصصا من “مسرح الحكواتي” يقدمها “المعلمين”، الرواة القصاصين، مصحوبين بتلامذة مدرسة مراكش للحكي، التي أسستها جمعية (منية مراكش) مؤخرا، “وفق برنامج متنوع من مجالس سماع السماع، كل ذلك في جو روحاني يساهم في معرفة طرق الانفتاح والسماحة والمحبة في الثقافة المغربية”.
وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان، يسعى إلى الحفاظ على السماع الصوفي، الذي يعد تراثا فنيا عالميا، ثقافيا وروحيا، وكذلك إبراز قيم الهوية والتقاليد الثقافية والروحية بالمغرب، مع الاستجابة للحاجة الروحية والكشف عن الحكمة وعن تعاليم كبار شيوخ الصوفية عبر التاريخ.
Share this content:
إرسال التعليق