مع الحدث/ طنجة
المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي
في ضربة أمنية نوعية تعكس جاهزية الأجهزة المغربية في مواجهة التهريب الدولي للمخدرات، تمكنت عناصر الشرطة القضائية، بتنسيق محكم مع المديرية العامة للأمن الوطني ومصالح الجمارك والسلطات المينائية بميناء طنجة المتوسط، من إحباط محاولة تهريب 52 كيلوغراما و296 غراما من الكوكايين النقي، كانت مخبأة باحترافية داخل نظام التبريد لحاوية شحن بحري.
الحاوية كانت قادمة من إحدى دول أمريكا اللاتينية ومتجهة إلى دولة أوروبية، في مسار يمر عبر المغرب، قبل أن تفضح عملية المراقبة الاستخباراتية مسارها المشبوه. وكشفت المعطيات أن المخدرات كانت موضوعة في أماكن يصعب اكتشافها دون فحص دقيق وتقنيات متطورة.
العملية جاءت نتيجة تنسيق استخباراتي دولي بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيراتها في الخارج، في إطار تبادل معلومات حساسة حول نشاط شبكات عابرة للحدود متخصصة في تهريب المخدرات الصلبة. هذا التعاون سمح برصد الحاوية قبل وصولها إلى وجهتها، ووقف تدفق الشحنة نحو السوق الأوروبية.
وتندرج هذه العملية ضمن استراتيجية المغرب في التصدي للاتجار الدولي بالمخدرات، عبر تعزيز المراقبة في المعابر البحرية والموانئ، وتطوير أدوات التحليل والرصد، وتكثيف التعاون متعدد الأطراف. وتواصل الشرطة القضائية أبحاثها، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد هويات باقي المتورطين وتفكيك امتدادات الشبكة إقليميا ودوليا.
باعتباره أحد أكبر الموانئ في إفريقيا وحوض المتوسط، وركيزة اقتصادية وتجارية للمملكة، يمثل ميناء طنجة المتوسط هدفا دائما للشبكات الإجرامية الدولية. لكن منظومته الأمنية المتقدمة، المزودة بأحدث تقنيات المراقبة والتفتيش، مكنت من إحباط عشرات محاولات التهريب في السنوات الأخيرة، ما يكرّس صورته كحصن أمني واقتصادي في آن واحد
تعليقات ( 0 )