(هذي فهامتي ) العدد(04) 26/07/202 نظرية المؤامرة والمظلومية
بقلم فريد حفيض الدين.
أن تكون ديمقراطيا، هي أن تساهم عن وعي وإيمان في عملية التداول على السلطة والتي تتم عن طريق الانتخابات، ولا شيء غير ذلك. هذه هي ديمقراطية التداول على السلطة الضامنة لاستمرار النظم الإجتماعية والسياسية، والتعايش في سلم بين مكونات الأسرة السياسية باغلبيتها وأقليتها.
لا يتأتى هذا بالطبع إلا بقبول منطوق وأحكام ونتائج صناديق الاقتراع مهما كانت.
أعود هنا إلى الانتخابات الجزئية التي جرت في كل من الحسيمة ومكناس ومديونة. هذه الانتخابات التي نجح فيها مرشحوا الأغلبية الحالية. هذه كانت مخرجات صناديق الاقتراع، للأسف شارك فيها حزب العدالة والتنمية وخسر مقاعدها الثلاثة.
شيء عادي أن ينهزم حزب في انتخابات جزئية، لأنه خسر بل وتديل النتائج في انتخابات 8 شتنبر الماضي، وبالتالي تعتبر هذه النتائج في نظري تحصيل حاصل لا أقل ولا أكثر. غير أن السيد بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رأى شيئا آخر مغاير. السيد بنكيران عزى هزيمة مرشحيه إلى تواطئ وزارة الداخلية من خلال رجال سلطتها في الأقاليم المعنية بهذه الانتخابات.
تهم تحتاج إلى أدلة مادية، إن كان بنكيران يتوفر عليها ما عليه سوى اللجوء إلى مؤسسة القضاء والمحكمة الدستورية ليطعن في منطوقها، ويعفي نفسه عناء الخروج لتبرير هزيمة كانت أكثر من متوقعة.
ربما حسب بنكيران أن الوضع الحرج الذي يعيشه رئيس الحكومة وحكومته جراء الانتقادات الشعبية والهاشتاغات، سيلعب لصالح مرشحيه. خسر بنكيران الرهان وخسرت توقعاته.
لو كان فعلا بنكيران رجل دولة وسياسي يقرئ الأحداث، ويستشرف الواقع السياسي بحدس رجل سياسة محنك، لكان توقع هذه الهزيمة وكان امتنع عن دخولها من الأصل.
أما أن تدخل مباراة سياسية وتنهزم فيها، وعوض التحلي بالروح الرياضية والسياسية، تخرج على الرأي العام مبررا أن ” الماتش كان مبيوع ” فلا أحد أجبرك على لعب مباراة بيعت قبل أن تلعب…
أنا متأكد انك تعرف انك انهزمت، وتعرف أن الآخرين يعرفون انك انهزمت، والكل يعرف الكل، والباقي لغو وثرثرة….
هذي فهامتي!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق