(هذي فهامتي ) عدد: (12) 19/08/2022 “الجامعات المغربية “جمعات وطوات”
فريد حفيض الدين .
الجامعات المغربية لم تكن في الموعد على لائحة تصنيف شنغهاي لافضل ألف جامعة عبر العالم. كالعادة سيطرت الجامعات الأمريكية والبريطانية على أحسن عشر جامعات، ثماني منها لأمريكا واثنين لبريطانيا…
واحتلت إحدى جامعات باريس الرتبة السادسة عشر في التصنيف، ما يؤكد بالملموس سيطرة العالم الانكلوسكسوني على نظيره الفرنكفوني، ويظهر كذلك أن لغة التدريس، والعلوم، والتكنلوجيا هي اللغة الانجليزية وليست لا العربية ولا الفرنسية كما يوهمنا اللوبي العربي الإخواني، أو اللوبي الفرنكفوني الذي لا زال يحن إلى لغة موليير، في حين يهجرها أصحابها.
ما حز في نفسي،أن لا تكون ولو جامعة مغربية واحدة ضمن لائحة التصنيف. في حين احتلت جامعات من مصر والأردن والسعودية والإمارات مراتب ضمن المائة أولى جامعة عبر العالم. هذه الجامعات تعتمد بدورها على اللغة الإنجليزية كلغة تدريس.
في الحقيقة، التصنيف المتدني لجامعاتنا هو تحصيل حاصل لما هي عليه منظومة التربية والتعليم من التعليم الاولي، إلى الجامعي.وهو كذلك تكريس لسنوات قضيناها في نقاشات بيزنطية حول لغة ومناهج التدريس بتوابل سياسية سياسوية وايديولوجية لم تقدم لاجيالنا تعليما يساير التطور الذي يعرفه عالم التربية والتعليم. في حين نحتاج إلى ثورة حقيقية لهذه المنظومة، والتي بدونها لن يكون لنا شأن لا اليوم ولا في الغد…
نحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية ينخرط فيها كل المغاربة، لانجاح ورش التعليم . ليس ضعف الوسائل المادية كما يوهمنا البعض هي السبب
ميزانية التعليم هي الأولى أو الثانية بعد ميزانية الدفاع، ومع ذلك لم نحقق شيئا يذكر. هناك دول بميزانية أقل، ومع ذلك توفر لأبنائها تعليما في مستوى تحديات العصر….
يجب أن نجعل من مسألة التعليم قضية وطنية بعيدة عن كل التجادبات السياسية الضيقة لهذا الفصيل أو ذاك. ما عدا هذا ثرثرة ومضيعة للوقت وتخلف عن ركوب قطار الحضارة العلمية.
أخشى أن لا يكون هذا القطار قد غادر المحطة….
هذي فهامتي!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق