(هذي فهامتي ) عدد: 38 14/12/2022 هزيمة بطعم الانتصار.
بقلم فريد حفيض الدين
في الحقيقة لم أكن يوما من دعاة نظرية تحويل الهزيمة إلى انتصار ، كما كان يستغلها بعض زعماء العرب لتضليل شعوبهم ، وإخفاء حقائق الأمور. استثناءا غيرت وجهة نظري هاته بعد هزيمة المغرب في نصف نهاية كأس العالم امام فرنسا.
ليس لتبرير الهزيمة على أرض الميدان ، لأن فرنسا لعبت واستحقت الفوز. علما ان انتصار المغرب لو تحقق لم يكن بتلك المفاجأة ، ونحن في بداية المونديال.
لهذا وهو رأي شخصي ، اعتبر خسارة المغرب بالأمس فيها قليل من طعم الانتصار. كيف ؟
انتصرنا لأننا كسبنا عطف شعوب لم تكن تعرف من قبل حتى موقع المغرب على خريطة العالم.
انتصرنا لأن صورة المنتخب والمغرب دخلت بيوت أكثر من ثلاثة مليار مشاهد عبر القارات الخمسة.
انتصرنا لأننا اعدنا كتابة تاريخ المونديال ، باعتبارنا اول بلد عربي وافريقي يصل إلى نصف نهاية كأس العالم منذ دورته الأولى سنة 1930 بالاوروغواي.
انتصرنا لأننا ثالث بلد خارج أمريكا الجنوبية ، وأوروبا من وصل إلى نصف نهاية كأس العالم ، بعد الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية ، وتركيا.
انتصرنا لأننا أعطينا الأمل لكل شعوب العالم ، أن بإمكانها تحقيق مستويات عالية في الرياضة ، وباقي المجالات إن هي وثقت في قدراتها الذاتية ، وعملت على تقويتها.
انتصرنا لأننا أعطينا هذا الغرب الذي يظن انه المثل في كل شيء ، بأن هناك أشياء أخرى تغيب عنه ، مثل العلاقات الأسرية ، وعلاقة الإبن بأبويه ، ورضاة الوالدين ، وقيم التعايش والتسامح ، وأن كرة القدم من دون هكذا روابط إنسانية ، هي مجرد لعب ولهو.
لهذه المعطيات واخرى ، اعتبرت هزيمة المنتخب المغربي فيها شيء من الانتصارات الأخرى ، والتي من دونها ما كان سيصل المغرب الى كل بقاع العالم. ماذا لو اردنا مثلا أن نسوق للمغرب كوجهة سياحية عالمية ، لجلب السياح إلى المغرب.
أظن أن ملايير الدراهم ما كانت لتكفينا بلوغ هذه الشهرة العالمية.
لا أريد أن انهي ، من دون الإشارة إلى الظلم التحكيمي الذي تعرض له المغرب خلال مبارة الأمس ضد فرنسا. هناك على الأقل ضربة جزاء واضحة بعد تعرض اللاعب بوفال لعرقلة داخل مربع العمليات ، شاهدها العالم بإستثناء الحكم المكسيكي، وحكام غرفة الفار. إذ لا يعقل أن تتعمد هذه الغرفة الموكول لها مراجعة كل لقطة فيها احتمال خطأ لم ينتبه اليه حكم المقابلة ، أو أشار إليه عن طريق الخطأ لمراجعة قراره.
لا داعي للدخول في شرح الواضحات ، لأنها من المفضحات.
الكل يعلم أن الفيفا مؤسسة كباقي الشركات المتعددة الجنسيات تتحكم فيها لوبيا المال والأعمال، والبزنس الرياضي قبل الرياضة..
الفيفا تفضل ، بل وتعمل في الباطن والظاهر على إعطاء كل الامتيازات بما فيها الامتيازات التحكيمية ، لمرور الكبار. بالله عليكم ، هل تفضل الفيفا ومعها لوبياتها نهاية ارجينتينية فرنسية ، أم نهاية أخرى. هل تفضل نهاية يحضر فيها ميسي ومبابي ، أم نهاية يلعب فيها عبد القادر ضد الطاهر…
المهم انا هذي هي
هي فهامتي!!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق