فريد حفيض الدين.
ما تمارسه فرنسا في علاقاتها مع المغرب، هو ابتزاز دبلوماسي، السبب واضح ولايحتاج لعناء تفكير. فرنسا تريد معاقبة المغرب لأنه تجرء وخرج من جلبابها.
بالفعل لم يبق المغرب رهين سياسات فرنسا في منطقة شمال إفريقيا ، وقام بتنويع شراكاته بناءا على مصالحه الاستراتيجية قبل كل شيء.
المغرب قام في السنوات الأخيرة بعقد شراكات مع كل من إسرائيل وبريطانيا وأمريكا التي اعترفت صراحة بمغربية الصحراء. كل هذا أزعج فرنسا ، وأفقدها توازناتها الدبلوماسية في علاقاتها مع المغرب الذي لا زالت تعتبره حديقة خلفية لها كما تقوم بذلك مع الجزائر .
أكثر من ذلك ، المغرب تفوق على فرنسا في استثماراته داخل غرب افريقيا ، وأصبح رقما صعبا داخل القارة السمراء ، وخاصة تجاه مستعمراتها الافريقية .
فرنسا بالفعل بدأت تفقد سيطرتها ونفوذها تدريجيا داخل إفريقيا ، وهي ترى كيف ان دولا كروندا ، وافريقيا الوسطى ، ومالي ، وبوركينا فاسو ، أعلنوا صراحة خروجهم من جلباب فرنسا . هذه الأخير قررت إبتزاز ومعاقبة المغرب عن طريق أجهزتها الاستخباراتية ، وعملائها داخل وخارج فرنسا ، وكابراناتها في الجزائر ، ووسائل إعلامها المقربة من قصر الإليزي واليمين المتطرف .
كلنا يتذكر قصة التجسس أو” قضية بيغاسوس ” حيث اتهم المغرب بالتجسس على نخب فرنسا ، بمن فيهم الرئيس ماكرون بنفسه . والمتهم هنا إلى جانب المغرب هي إسرائيل في محاولة لتشويه صورة المغرب أمام العرب والمسلمين فيما يخص القضية الفلسطينية. كما جندت فرنسا بعض المنظمات الحقوقية ، لضرب سمعة في مجال حقوق الإنسان ، وحرية التعبير والصحافة .
ومؤخرا طرد صحفي مغربي من قناة تلفزية فرنسية قريبة من اليمين المتطرف ، والذنب هنا كون الصحفي نطق في احد تعاليقه كلمة ” الصحراء المغربية ” عوض الغربية. وختمتها فرنسا بتحريك البرلمان الأوروبي للتصويت ضد المغرب في مسالة حقوق الإنسان . وستستمر الابتزازات من طرف فرنسا بطرق مختلفة ، وسيستمر المغرب في التصدي لكل المؤامرات . على فرنسا أن ” تخرج ليها نيشان ” وتعترف علانية وصراحة بمغربية الصحراء ، إن هي أرادت فعلا علاقات مغربية فرنسية متميزة على غرار باقي الدول التي سبق واعترفت بحق المغرب في سيادته على كافة ترابه بالجنوب المغربي…
غير هذا ، واهم وغبي من يظن أن المغرب سيركع لابتزاز دبلوماسي ، أو حتى اقتصادي من أي جهة…
لكل دول العالم يقول المغرب ان الصحراء مغربية وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
“آش كتسناي يا فرنسا، راه اللي تعطل لن تقبل منه شكاية”…..
هذي فهامتي و هذا جهدي
Share this content:
إرسال التعليق