● مع الحدث :
انتقل إلى عفو الله ، الفنان الأمازيغي، أحمد بيزماون، اليوم الجمعة 17 دجنبر 2021، بعد معاناة مع المرض.
إنا لله وإنا إليه راجعون
و ولد الرايس بيزماون واسمه الحقيقي أحمد إزماون سنة 1948 بآيت يامر بمنطقة إحاحان، وتلقّى تعليما ابتدائيا إلى أن حصل على الشهادة الإبتدائية سنة 1962، اضطرّ بعد وفاة والده إلى الإشتغال في البناء، وانتقل إلى تافراوت حيث عمل بنّاء، ثم عمل بحّارا إلى حدود سنة 1968، وهي السنة التي سيلتقي فيها بالرايس محماد ألدمسير، هذا اللقاء الذي سيطبع حياته الفنية بشكل حاسم حيث سينال إعجاب الدمسيري بعد أن غنى أمامه بإحدى الحفلات الخاصّة بآيت يامر مسقط رأسه.
وبتشجيع من ألدمسير سيواصل مشواره الفني وما لبث أن اكتشف أسلوبه الخاص في فن الروايس، وأدخل في إطار لمساته التجديدية آلة الطامطام لأول مرّة في هذا الفن منذ بداية السبعينات بعد أن كان الروايس لا يستعملون إلا “تالّونت” كآلة إيقاعية بجانب الناقوس، وأبدع ألحانا أصبحت على كلّ لسان، كما نظم أشعارا أثارت إعجاب جمهور الاغنية الأمازيغية بمختلف فئاته، وقد كان بيزماون في أشعاره طويل النفس ميّالا إلى وصف المشاعر الإنسانية الداخلية بدقّة متناهية، مع إلحاح كبير على الشعر .
انقطع بيزماون عن الغناء سنوات طويلة بعد أن كان في قمّة مجده الفني، وذلك لأسباب شخصية، و قد قامت مجموعة إمغران سنة 2006 بإعادة إنتاج روائعه القديمة التي لاقت نجاحا منقطع النظير كما لو أنها صدرت لأول مرّة، مما يدلّ على بقائه في قلوب الناس رغم غيابه عن الساحة، وكان هذا الحدث من أبرز الأسباب التي جعلت الرايس بيزماون يعود من جديد إلى الغناء.
وقد فاز بجائزة الأغنية التقليدية عن ألبومه الذي صدر سنة 2007 والذي يمثل عودة موفقة وباهرة إلى مجال الغناء بعد غياب دام عشرين سنة.
وتعكس أشعاره وألحانه في هذا الألبوم الجديد نضجا فنيا كبيرا حيث أصبح أكثر اهتماما بقضايا الإنسان ومعاناته، كما وصف فيه تجربته في الحياة بشكل مؤثّر وعميق وقد قرّر الرايس بيزماون بعد هذا الفوز أن يواصل مسيرته الفنية بإصدار أعمال جديدة، كما يفكّر في إصدار ديوانه الشعري .
وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم طاقم الموقع الاخباري مع الحدث، بتعازيهم الأخوية إلى أسرة الفقيد سائلين الله جميعا أن يتغمد الراحل برحمته الواسعة و أن يسكنه فسيح الجنان و انا لله و انا اليه راجعون.
Share this content:
إرسال التعليق