مع الحدث
تحرير ✍️: ذ لحبيب مسكر
بمناسبة مرور اكثر من ربع قرن على تولي جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية، يقف المغاربة اليوم بفخر واعتزاز أمام سجل حافل بالإنجازات التاريخية والمسيرة التنموية المتجددة التي قادها ملك الشباب نحو مغرب الحداثة والازدهار.
رؤية ملكية طموحة وحكامة رشيدة
منذ اعتلائه العرش سنة 1999، وضع جلالة الملك محمد السادس بصماته بوضوح على خارطة التنمية الوطنية، عبر سلسلة من المشاريع الكبرى والإصلاحات التي أحدثت نقلة نوعية في كل قطاعات الحياة.
شهد المغرب تحولات عميقة بدأت بمبادرة وطنية رائدة لمحاربة الفقر والهشاشة عام 2005، ثم توسعت لتشمل تحديث البنيات التحتية الوطنية من موانئ حديثة كطنجة المتوسط، وشبكات الطرق السيارة و قطار فائق السرعة “البراق”، وصولاً إلى ريادة في مجال الطاقات المتجددة عبر مشروع “نور” الشمسي بورزازات.
هذه الإنجازات عكست حكامة رشيدة ومقاربة استباقية، جعلت المغرب بلدًا متوازنًا، متجذرًا في هويته ومنفتحًا على تحديات المستقبل.
تموقع دولي متميز ومكانة إقليمية رائدة
خلال 26 سنة برهن المغرب بقيادة جلالة الملك على قوته الدبلوماسية وحكمته، مما أكسبه احترام وتقدير أبرز قادة العالم وشركائه الدوليين.
حظي ملف الصحراء المغربية بدعم متزايد من دول كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا و البرتغال، حيث فتحت عشرات الدول قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، ما يمثل اعترافًا عمليًا بسيادة المغرب على كامل ترابه الوطني.
على الصعيد الإفريقي عاد المغرب إلى واجهة المشهد بشراكات تنموية واستراتيجية تعزز مكانته كقوة فاعلة في تحقيق الاستقرار والتنمية.
دعم ثابت للقضايا العربية والإنسانية
لم تغب القضية الفلسطينية عن اهتمام المغرب، الذي ظل داعمًا ثابتًا ومُقدِمًا على تقديم مساعدات ميدانية وإنسانية، خاصة لسكان غزة والقدس، في ظل قيادة جلالة الملك للجنة القدس، مما أكسب المملكة رصيدًا أخلاقيًا واعترافًا دوليًا واسعًا.
قوة عسكرية متطورة ومشاركة دولية متميزة
عزز المغرب من جاهزية قواته المسلحة من خلال اقتناء أحدث المعدات الدفاعية، بينها مروحيات أباتشي، وطائرات مسيرة متقدمة، مع تنظيم مناورات الأسد الإفريقي السنوية، التي تشارك فيها قوى عسكرية عالمية، لتأكيد جاهزية الجيش المغربي كدعامة حيوية للأمن الوطني والإقليمي.
إشعاع رياضي عالمي يوحّد المغاربة
تميز المغرب في المجال الرياضي بتنظيمه المتميز والمستقبلي لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، واستضافته المرتقبة لكأس إفريقيا 2025، بالإضافة إلى الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب كرة القدم بالوصول إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، ما شكّل مصدر فخر وطني يعزز الوحدة ويشجع الأجيال الصاعدة.
مركز طاقي إقليمي وشريك استراتيجي لأوروبا
حقق المغرب مكانة بارزة في مجال الطاقة النظيفة والربط الكهربائي، حيث أثبت دوره الحيوي في تزويد إسبانيا بالكهرباء خلال انقطاع التيار ، وقد نالت هذه المبادرة إشادة رسمية من السلطات الإسبانية، التي اعتبرت المغرب شريكًا لا غنى عنه.
يواصل المغرب العمل على مشاريع استراتيجية كأنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب وأوروبا، ومشروع الربط الكهربائي مع المملكة المتحدة، لتأكيد موقعه كمحور إقليمي وعالمي في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة.
خاتمة: المستقبل يبنى اليوم برؤية شابة وإرادة قوية
على مدى 26 عامًا استطاع المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس أن يخط مسارًا تنمويًا قويًا ومتجددًا، يجمع بين التحديث والحفاظ على الثوابت، بين الانفتاح والطموح، مع مواجهة التحديات بثقة وصبر.
عيد العرش المجيد ليس فقط احتفالًا بل هو تأكيد على التزام ملك وشعب بمواصلة البناء لتكون المملكة المغربية نموذجًا للتنمية المستدامة والازدهار في المنطقة والعالم.
تعليقات ( 0 )