العفو الملكي: تجسيد للتسامح وتعزيز للتماسك الاجتماعي

بقلم: الدكتور محمد خمريش

يُعتبر العفو الملكي في المغرب تجسيدًا لقيم التسامح والرحمة التي يحرص الملك، بصفته رئيس الدولة وأمير المؤمنين، على ترسيخها. هذه الممارسة، التي تأتي في إطار دولة المؤسسات، تحمل دلالات عميقة تعكس البُعد الإنساني والاجتماعي للعفو الملكي.

العفو الملكي ليس مجرد إلغاء للعقوبة، بل هو عملية تهدف إلى إعادة إدماج وتأهيل السجناء، مما يسهم في تقوية النسيج الاجتماعي. هذه المبادرة الملكية تُعيد الأمل والفرح إلى قلوب المعتقلين وأسرهم، حيث يُتاح للسجناء فرصة جديدة للاندماج في المجتمع.

من المرتكزات الأساسية للعفو الملكي هو برنامج “مصالحة”، الذي يستهدف محاربة قضايا الإرهاب وتصحيح المفاهيم الفكرية المغلوطة التي تم ترويجها من قبل الجماعات المتطرفة. هذا البرنامج يعكس حرص الملك على أن يكون الوطن ملاذًا آمنًا للجميع، يعمل على تعزيز الأمن والاستقرار.

العفو الملكي، الذي يُصدر في الأعياد الدينية والمناسبات الوطنية، يهدف إلى تخفيف معاناة السجناء وذويهم، ويعزز شعورهم بالانتماء للوطن. هذا الشعور يزيد من منسوب الثقة والتكافل الاجتماعي، ويؤكد أن الوطن يحتضن جميع أبنائه، مما يعزز الجبهة الداخلية ويجعل المجتمع أكثر قدرة على مواجهة التحديات.

في نهاية المطاف، يعكس العفو الملكي رؤية إنسانية عميقة تُعلي من قيمة الإنسان وتؤكد على أن الوطن يسع الجميع، مما يرسخ لمجتمع متضامن وقادر على إحباط كل الفخاخ والمؤامرات التي تستهدف النيل من وحدته وتماسكه.

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *