فيصل باغا
تُعاني منطقة سيدي معروف أولاد حدو، التابعة لمقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، من تهميش تنموي واضح وتعثر في إنجاز مشاريع حيوية كان من شأنها تحسين ظروف عيش المواطنين. ورغم الوعود المتكررة من الجهات المسؤولة، لا تزال العديد من الأوراش التنموية تراوح مكانها، ما يزيد من إحباط الساكنة واستيائهم.
من أبرز هذه المشاريع، السوق البلدي بسيدي معروف، الذي انتهت أشغاله منذ سنوات، لكنه لا يزال مغلقًا في وجه التجار والساكنة دون تفسير رسمي، ما يدفع المواطنين إلى التبضع في أسواق عشوائية تفتقر لشروط الصحة والسلامة.
وتتواصل مظاهر الإقصاء بغياب فضاءات الترفيه والرياضة، حيث لا تزال ملاعب القرب المجاورة للملعب البلدي مغلقة، في وقت يعاني فيه شباب المنطقة من خصاص مهول في المرافق الرياضية التي توفر متنفسًا ومجالات للاندماج.
أما المشروع السكني المعروف بـ”الباطمات”، فقد تحوّل إلى معلمة للإهمال بعد أن توقفت أشغاله منذ سنوات، مشوّهًا المشهد العمراني ومثيرًا استياء السكان الذين يتساءلون عن مصير هذا الورش الغامض.
البنية التحتية بدورها لا تواكب حاجيات المنطقة، فعدد من الشوارع غير مهيأة، وأشغال الصيانة منعدمة، ما يعقّد حركة التنقل، خصوصًا في فصل الشتاء. كما تعاني المنطقة من غياب مستشفى محلي، ما يضطر الساكنة إلى التنقل لمسافات طويلة للعلاج، خاصة في الحالات المستعجلة.
ورغم إقامة مشاريع اقتصادية وسكنية في المنطقة، إلا أنها لا تُواكب بمرافق اجتماعية كافية كالمؤسسات التعليمية والمراكز الصحية والثقافية، ما يُفرغ هذه المشاريع من مضمونها التنموي.
الدوواير المنتشرة في سيدي معروف وأولاد حدو بدورها لا تزال تفتقر لأبسط شروط العيش الكريم، من صرف صحي، وإنارة عمومية، وطرقات صالحة، في مشهد يعكس غياب استراتيجية واضحة لتنمية المنطقة.
المفارقة أن هذه الأوضاع تأتي في منطقة يمثلها ثلاثة نواب برلمانيين، ما يدفع الساكنة للتساؤل عن دورهم الحقيقي في الدفاع عن مصالح المواطنين، ومساءلة الجهات المعنية عن مصير المشاريع المعطلة.
أما الطريق الرابطة بين سيدي معروف وأولاد مالك، فقد أصبحت عنوانًا لحالة البنية الطرقية المتردية، تشكل خطرًا حقيقيًا على الراجلين والسائقين بسبب كثرة الحفر وتدهور الإسفلت.
في ظل هذا الوضع، تُطالب ساكنة سيدي معروف أولاد حدو بتدخل فوري من السلطات المحلية والمنتخبة، وعلى رأسها مجلس المدينة، من أجل إعادة الروح لبرامج التنمية، وإنصاف منطقة ظلت خارج حسابات الإصلاح لسنوات طويلة.
تعليقات ( 0 )