إعادة النظر في التعليم ببوسكورة: أزمة غياب المدارس وحق الأطفال في التعليم

مع الحدث بوسكورة فيصل باغا

تواجه مدينة بوسكورة، الواقعة في ضواحي الدار البيضاء، أزمة متنامية تتمثل في غياب المدارس الكافية لاستيعاب الطلب المتزايد على التعليم، مما يهدد مستقبل أجيالها القادمة. هذا الواقع يستدعي تدخل الجهات المسؤولة بشكل عاجل لإعادة النظر في منظومة التعليم في المدينة وتوفير بنية تحتية تعليمية ملائمة.

تشهد بوسكورة تزايداً كبيراً في عدد السكان خلال السنوات الأخيرة، وهو ما لم يصاحبه تطوير مواكب في قطاع التعليم. فالكثير من الأحياء تعاني نقصاً حاداً في المدارس الابتدائية و إعدادية والثانوية، الأمر الذي يضطر العديد من الأطفال إلى التنقل لمسافات بعيدة أو الالتحاق بمدارس خاصة باهظة التكلفة، مما يخلق حالة من عدم المساواة في فرص التعليم.

هذا النقص في المدارس ينعكس سلباً على جودة التعليم، حيث تعاني بعض المؤسسات التعليمية من اكتظاظ الفصول، قلة الموارد التعليمية، ونقص في الكوادر التربوية المؤهلة. كما أن غياب مرافق تعليمية كافية يحرم العديد من الأطفال من حقوقهم الأساسية في التعليم، وهو ما يخالف مبادئ الدستور والاتفاقيات الدولية التي تحمي حق الطفل في التعليم.

إن مدينة بوسكورة بحاجة إلى خطة استراتيجية شاملة لإعادة النظر في التعليم تشمل بناء مدارس جديدة وتطوير المدارس القائمة، توفير الوسائل التعليمية، وتحسين ظروف العمل للمعلمين. كما يجب إشراك المجتمع المدني وأولياء الأمور في عملية اتخاذ القرار لضمان تلبية حاجيات السكان بشكل فعّال.

التعليم هو الركيزة الأساسية لتقدم أي مجتمع، ولا يمكن لبوسكورة أن تحقق التنمية المنشودة دون ضمان تعليم جيد ومتيسر لكل أطفالها. لذلك، يجب أن تكون أولوية قصوى للسلطات المحلية والوطنية العمل على معالجة هذا الخلل لضمان مستقبل أفضل لأبناء المدينة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)