مع الحدث
تحرير ✍️: ذ فيصل باغا
يشكل نادي اتحاد سيدي معروف الرياضي، الذي لطالما كان رمزًا للنشاط الرياضي وروح المنافسة الصحية بالمنطقة، اليوم مسرحًا لصراع داخلي حاد بين رئيس النادي والمكتب المسير، حيث تحولت الرياضة من وسيلة للتلاقي والتقارب إلى ساحة للنزاعات السياسية والإدارية.
هذا الصراع الذي أخذ أبعادًا مختلفة على مدى الأشهر الماضية، انعكس بشكل مباشر على أداء النادي وتنظيمه، ما أدى إلى توتر واضح في العلاقة بين أعضاء المكتب وبعض الفاعلين الرياضيين، وأصبح الجمهور هو الضحية الأولى في هذا النزاع المستمر.
منذ بداية الأزمة برزت خلافات جوهرية بين الرئيس وبعض أعضاء المكتب المسير حول طريقة إدارة النادي، الميزانيات، والبرامج الرياضية، إضافة إلى التنافس على السلطة والنفوذ داخل هيكل النادي. هذه الخلافات لم تقتصر على الحوارات الداخلية فقط، بل ظهرت عبر التصريحات العلنية والبيانات التي زادت من تعقيد الوضع وعمقت الانقسام.
الجمهور الذي لطالما وقف إلى جانب الفريق في السراء والضراء، وجد نفسه في حالة من الإحباط والقلق، خاصة أن تأثير هذا الصراع بدأ يظهر في تراجع مستوى النادي في المنافسات، فضلاً عن ضعف الدعم المادي والمعنوي الذي كان يشكل عمادًا لنجاح الفريق.
إلى جانب ذلك باتت التسيبات الإدارية وعدم وضوح الرؤية واضحة للعيان، حيث غابت الخطط التنموية والاستراتيجية للنادي، ما ساهم في تعطيل العديد من المشاريع التي كان من المفترض أن تعزز مكانة الفريق وتطور مهارات اللاعبين.
وقد أبدى عدد من مشجعي النادي وأعضاء الهيئة الرياضية استياءهم من استمرار هذا الوضع، مؤكدين أن الرياضة يجب أن تبقى بعيدة عن الصراعات السياسية التي لا تخدم إلا مصالح شخصية على حساب مصلحة الفريق والجمهور.
كما طالبوا بضرورة تدخل الجهات الرياضية الرسمية، من الجامعة أو الجهات المختصة، لوضع حد لهذا الانقسام وضمان عودة التوازن والاستقرار للنادي، بما يتيح له التركيز على تطوير الأداء الرياضي وتحقيق نتائج تليق بتاريخ النادي وسمعته.
وفي خضم هذا الصراع يبقى السؤال المحوري: ماذا ينتظر جمهور نادي اتحاد سيدي معروف الرياضي؟ هل سيظلوا رهائن لصراعات إدارية تعيق تقدم الفريق، أم أن هناك فرصة قريبة لإصلاح الوضع وإعادة النادي إلى مساره الصحيح؟
الرياضة بطبيعتها رسالة للنهوض بالمجتمع وتقوية الروابط الاجتماعية، ولكن عندما تتحول إلى مجال للصراعات السياسية، فإن الخاسر الأكبر هو الجمهور، الذي يظل يحلم بمشاهدة فريقه يحقق الانتصارات ويعكس صورة مشرفة لمنطقته.
ختامًا يبقى الأمل معقودًا على وعي كل الأطراف المعنية بإعادة الأمور إلى نصابها، والعمل من أجل مستقبل أفضل لنادي اتحاد سيدي معروف الرياضي، بحيث تكون الرياضة أداة للتقارب لا للتفرق، وملعبًا للإنجازات لا للصراعات.
تعليقات ( 0 )