مع الحدث/ السطات
المتابعة ✍️ : ذ عماد وحيدال
في مشهد يثير الكثير من علامات الاستفهام، تواصل بحيرة المزامزة بمدينة سطات إغلاق أبوابها في وجه الساكنة والزوار منذ ما يزيد عن أربع سنوات، على الرغم من أن مدة إنجاز هذا المشروع البيئي والترفيهي لم تتجاوز ستة أشهر فقط.
البحيرة، التي كان يُعوّل عليها لتكون متنفسًا طبيعيًا ومجالًا للراحة والاستجمام وسط المدينة، أصبحت اليوم رمزًا للتأجيل غير المبرر. فقد كانت الفكرة الأصلية تروم تحويل المنطقة إلى فضاء أخضر مجهز بممرات للمشي ومناطق للجلوس وأماكن للأنشطة العائلية، ما كان من شأنه أن يرفع من جاذبية المدينة السياحية ويحسن من جودة الحياة فيها.
لكن واقع الحال مختلف؛ إذ تحوّلت البحيرة إلى موقع مغلق أمام العموم، وسط تساؤلات الساكنة عن سبب هذا الجمود الذي طال أمده. فالمشروع الذي كلّف ميزانية مهمة من المال العام، لم يستفد منه المواطنون سوى عبر الصور الأولى التي وثّقت حفل افتتاحه التجريبي قبل أن تُسدل الستارة عليه فجأة.
عدد من سكان المدينة عبّروا عن استيائهم من استمرار الوضع على حاله:
فاطمة.ز، 42 سنة: “كنا ننتظر افتتاح البحيرة بفارغ الصبر، خاصة لأطفالنا الذين يفتقدون فضاءات اللعب والأنشطة الترفيهية، لكن مرت أربع سنوات وكأن المشروع لم يكن أصلًا.”
عبد الرحمان.م، متقاعد: “المؤسف أن المشروع أُنجز بسرعة، لكنه أُغلق لسنوات دون تفسير. نحن كمواطنين من حقنا أن نعرف السبب، فهذا المال من جيوب دافعي الضرائب.”
سعيد.ب، ناشط جمعوي: “البحيرة كانت ستشكل نقطة جذب سياحية مهمة وتفتح فرص عمل للشباب، لكن الإغلاق الطويل جعلها تتحول إلى مساحة مهجورة بدل أن تكون مصدر حياة.”
وفي انتظار توضيحات رسمية أو تحرك فعلي، تبقى بحيرة المزامزة شاهدًا على تناقض صارخ بين سرعة الإنجاز وبطء الاستغلال، وملفًا مفتوحًا على طاولة المسؤولين في المدينة، في أفق أن ترى الساكنة أبواب هذا الفضاء مفتوحة من جديد بعد طول انتظار.
تعليقات ( 0 )