مع الحدث
المتابعة ✍️: ذ عماد وحيدال
لم تكن الكلاب الضالة يومًا مخلوقًا طارئًا على واقعنا، فهي منذ أمد بعيد تعيش بيننا، حتى في أيام الجفاف والفقر، حين كان سكان القرى يربّونها بحب، ويقيّدونها بالسلاسل كي لا تغادر حدود الدوار، محافظةً على دورها التقليدي في الحراسة وحماية الماشية.
لكن ما نعيشه اليوم مختلف تمامًا. فقد تحولت الكلاب من حليف للإنسان في القرى، إلى خطر داهم داخل المدن والبوادي على حد سواء. فها هي فاجعة جديدة تهز دوار إبراين بجماعة تامري شمال أكادير، بعد أن باغتت كلاب ضالة رجلاً مسنًا قرب منزله، مخلّفة إصابات قاتلة أنهت حياته، وسط صدمة وحزن عميقين بين الأهالي.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما سبب هذا الانتشار المخيف؟ وكيف تحوّلت هذه الحيوانات إلى أسراب هائمة بلا رقيب؟ أهو غياب برامج جدّية للتعقيم والتلقيح؟ أم ضعف التنسيق بين الجماعات المحلية والمصالح البيطرية؟ أم أن الأمر ببساطة نتيجة تراكم الإهمال وغياب الرؤية الاستباقية؟
ومع اقتراب الدخول المدرسي، وفي ساعات الصباح الباكر، حيث يسلك التلاميذ طرقًا خالية للوصول إلى مدارسهم، يزداد الخوف مضاعفًا. فماذا سنقول إذا كان الضحية غدًا طفلًا في ربيع عمره؟
إن المسؤولية اليوم ليست شعارًا يرفع بعد وقوع الفواجع، بل هي واجب مستعجل يبدأ من وضع خطة وطنية حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة، قبل أن نصحو على أخبار أشد فاجعة، ووقتها لن ينفع الندم.
تعليقات ( 0 )