الداخلة تعانق الريف… إخوة وحكايات في مخيم أجدير

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر 

من الداخلة في أقصى الجنوب، إلى جبال الريف الشامخة في الشمال، قطع المشاركون مئات الكيلومترات ليجتمعوا في فضاء واحد: المركز الوطني للتخييم بأجدير – الحسيمة. هنا، تتلاشى المسافات، وتذوب الفوارق الجغرافية، ليتحول أطفال وفتيان من مختلف ربوع المملكة إلى أسرة واحدة.

يجتمع أبناء الصحراء العزيزة بأطفال الريف الأعزاء، مرفوقين بزملائهم من فاس، تاونات ، الحسيمة و مدن أخرى يتبادلون حكاياتهم ونكاتهم، حيث يندمج الجميع كإخوة في منزل واحد، تحكمهم روح المحبة والاحترام. بكل اللهجات يندمجون في لغة الوطن، وحب المغرب يجمعهم تحت سقف واحد.

في الساحات وأماكن الأنشطة، تسمع أصوات الأغاني الكشفية ترتفع بلكنات مختلفة لكنها تنسجم في لحن واحد، وتشاهد الأعلام الإقليمية الصغيرة تُرفع بفخر، بينما الجميع ينضوي تحت راية واحدة: راية المنظمة المغربية للكشاف المتوسطي.

ولم يكن البرنامج خاليًا من البعد الوطني، إذ يستعد الأطفال والمشاركون للاحتفال بذكرى استرجاع وادي الذهب وسط أجواء مفعمة بالحماس والفخر، حيث تتزين الساحات بالأعلام الوطنية وتعلو الأناشيد الحماسية. ارتفعت أصوات القادة والمرشدين لتذكير المشاركين بأهمية هذه المناسبة التاريخية، التي تجسد ارتباط الأقاليم الجنوبية بالعرش العلوي المجيد. وفي كل لحظة من الاحتفال، كان واضحًا كيف تنغرس روح الوطنية في نفوس الناشئة، وتتحول هذه اللحظات إلى تجربة تعليمية يعي من خلالها الأطفال قيمة الوحدة الترابية للمملكة.

هذا المزيج الإنساني والثقافي ليس صدفة، بل هو جوهر العمل الكشفي الذي يفتح المجال أمام المشاركين لاكتشاف الآخر، احترام الاختلاف، وتقدير التنوع الذي يثري الهوية المغربية. من اللعب الجماعي إلى الورشات الفنية، ومن السهرات الكشفية إلى وجبات الطعام، يكتشف الأطفال أنهم في النهاية يشتركون في الحلم نفسه: مغرب موحد، متضامن، ومتجذر في قيمه.                                                                                              مخيم أجدير هذا الصيف لم يكن مجرد محطة ترفيهية، بل كان مدرسة مصغرة للوطنية الحقة، حيث يتربى الجيل الجديد على حب الوطن من خلال حب أبنائه، مهما ابتعدت المسافات بينهم.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)