إفران تحتفي بزيارة 24 صحفياً وطنياً في جولة إعلامية سلطت الضوء على أوراش التنمية الجبلية

إفران – مع الحدث

لم يكن تنظيم جمعية مرصد الصحافة والإعلام لجولة استطلاعية بتنسيق مع عمالة إقليم إفران والمجلس الإقليمي، مجرد مبادرة بروتوكولية عابرة، بل حمل في طياته أبعادًا استراتيجية تتجاوز حدود التعريف بمشاريع البنية التحتية والسياحة والخدمات الاجتماعية بالمناطق الجبلية. فقد جاء اللقاء، الذي شارك فيه 24 صحفيًا من مختلف المنابر الوطنية، ليؤكد أن الإعلام لم يعد مجرد شاهد على الأوراش التنموية، بل تحول إلى شريك في صناعة الصورة الجديدة للإقليم.

 

الرسالة الأبرز التي يمكن استخلاصها من هذه الجولة، هي أن إقليم إفران يعيش مرحلة مفصلية، حيث تتقاطع الإرادة المؤسساتية مع متطلبات التنمية الترابية. فالمشاريع التي تمت زيارتها تعكس رؤية متكاملة تقوم على تحرير المجال الجبلي من العزلة عبر أوراش البنية التحتية، وفي الوقت نفسه تثمين الرأسمال البيئي والسياحي باعتباره رافعة أساسية لجذب الاستثمارات وتوفير فرص الشغل.

 

 

كما أن حضور الإعلام الوطني في هذا الموعد الميداني، يكشف عن قناعة جديدة لدى السلطات المحلية والمؤسسات المنتخبة، مفادها أن نجاح أي ورش تنموي يظل رهينًا بمدى انفتاحه على محيطه، وقدرته على بناء جسور الثقة مع الرأي العام عبر الإعلام المهني والمسؤول. وهو ما يجعل من الجولة الاستطلاعية أكثر من مجرد زيارة، بل آلية تواصلية استراتيجية تعكس التحول في مقاربة تدبير الشأن المحلي.

 

ولعل أبرز ما ميز هذه المبادرة، هو البعد التشاركي الذي جمع بين الفاعلين المؤسساتيين من جهة، وممثلي المنابر الإعلامية من جهة أخرى. إذ لم يقتصر النقاش على إبراز ما تحقق، بل فتح الباب أيضًا أمام طرح تساؤلات حول استدامة هذه المشاريع، وطرق تمويلها، وأثرها الاجتماعي والاقتصادي على ساكنة الجبل. وهو ما يؤكد أن الدينامية التنموية بإفران باتت تخضع لمساءلة الرأي العام والإعلام، بما يعزز منطق الشفافية والحكامة الجيدة.

 

ويُجمع المتتبعون على أن هذه الدينامية لم تكن لترى النور لولا روح الانخراط والمسؤولية التي أبان عنها عامل إقليم إفران، إدريس مصباح، الذي استطاع بلمسته الإدارية الهادئة أن يمنح للمشاريع بعدًا مؤسساتيًا متماسكًا. فبقدر ما يعتمد الصرامة في تنزيل التوجيهات، يحرص أيضًا على بث إشارات إيجابية تعزز الثقة بين الإدارة والمجتمع. ومن هذا المنطلق، يحق القول إن الجولة الاستطلاعية كانت أيضًا مناسبة لترجمة جانب من هذا النفس الجديد في التدبير، حيث التقت رؤية الدولة مع صوت الإعلام في مشهد واحد يكرس الاحترام المتبادل ويعطي للتنمية معنى أعمق.

 

إن الجولة الاستطلاعية لم تكن مجرد حدث إعلامي محلي، بل محطة توثيقية وتحليلية تضع إقليم إفران في قلب النقاش الوطني حول نماذج التنمية الجبلية بالمغرب. فبين البنية التحتية التي تفك العزلة، والمشاريع السياحية التي تراهن على تثمين المجال الطبيعي، والخدمات الاجتماعية التي تستهدف العدالة المجالية، يبدو أن إفران بصدد تشكيل تجربة مرجعية قد تُستحضر كنموذج في السياسات العمومية الخاصة بالمناطق الجبلية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)