مع الحدث
المتابعة✍️: مجيدة الحيمودي
في تراجع غير مسبوق منذ عشرين عاماً، لم يعد جواز السفر الأمريكي ضمن قائمة أقوى عشرة جوازات سفر في العالم، وفقاً لآخر تقرير صادر عن مؤشر “هينلي” لجوازات السفر (Henley Passport Index)، الذي يقيس قوة الجوازات بناءً على عدد الدول التي تتيح لحامليها الدخول دون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول.
وبحسب التقرير الجديد، حلّ جواز السفر الأمريكي في المرتبة الثانية عشرة عالمياً، متراجعاً بذلك عن موقعه التقليدي ضمن المراكز العشر الأولى التي حافظ عليها منذ بداية الألفية. ويعكس هذا التراجع تحولات لافتة في خريطة النفوذ العالمي والتنقل عبر الحدود، مقابل صعود لدول أخرى في مقدمتها بلدان آسيوية وأوروبية.
ويرى محللون أنّ هذا الانحدار في ترتيب الجواز الأمريكي يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها تشديد بعض الدول شروط الدخول على المواطنين الأمريكيين، بالإضافة إلى تحولات جيوسياسية متسارعة أثّرت على مكانة الولايات المتحدة في منظومة العلاقات الدولية، فضلاً عن المنافسة المتزايدة من دول عزّزت اتفاقياتها الدبلوماسية وسياساتها المتعلقة بالتنقل.
ويُعد مؤشر “هينلي” من أبرز المؤشرات المرجعية عالمياً، إذ يعتمد على بيانات رسمية صادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، ويصنف 199 جواز سفر استناداً إلى عدد الوجهات التي يمكن السفر إليها دون الحاجة لتأشيرة مسبقة.
ويرى متابعون أن تراجع جواز السفر الأمريكي قد يدفع واشنطن إلى إعادة النظر في سياستها الخارجية واتفاقيات التنقل، للحفاظ على قوة جوازها باعتباره أحد رموز نفوذها العالمي. بينما يؤكد آخرون أن هذا التراجع يندرج ضمن دورة تنافس دولي طبيعية، في ظل صعود قوى اقتصادية ودبلوماسية جديدة على الساحة الدولية.
تعليقات
0