أليس فيهم رجل رشيد ؟
عبد الصمد عراك
عندما تحدث ملك المغرب محمد السادس خلال خطاب العرش عن الجزائر و دعاها الى الصلح و نسيان خلافات الماضي انتظر الكل ردة فعل الدولة الجزائرية و كيف ستتعامل مع اليد السلمية الممدودة خصوصا وأن الأمر يتجاوز الدولة ليصل إلى مصلحة الشعب الشقيق و اتصاله بأخيه، ففتح الحدود المغربية الجزائرية و تعزيز المبادلات الاقتصادية و الجنوح الى السلم و الود و المحبة و حسن الجوار…. كل هذه الامور كانت ستجعل من المغرب و الجزائر قوة إقليمية لها الوزن الثقيل في ميزان الضغط على القارة الإفريقية و الأوروبية، و هذا سيجعل الشعبين المغربي و الجزائري ينعمان بفرص اكبر لتحسين الوضعيات الاقتصادية و الاجتماعية، كل هذه المعطيات كانت ترى أمام أعين صناع القرار الجزائريين الذين تغاضو عنها و ٱثروا ” قصوحية الرأس ” و ” دفيع كبير ” في مظهر لم يكن غريبا عنهم منذ القدم، وكأن وحدة الصف المغربي الجزائري لا تروقهم و قد تخسرهم مصالح لا يعرفها إلا هم، أما الخاسر الأكبر فهما الشعبين الشقيقين الذين لا يمكن لأحد إخفاء تعلقهم ببعض و احترامهم لبعض فيكفي أن يزور مغربي دولة الجزائر كي يقف على مدى حب الشعب الجزائري الشقيق و بالمقابل مدى التضييق الرسمي و تلك ” الفوبيا ” التي تظهر من كل ما هو مغربي.
غريب جدا ما صدر عن النظام الجزائري و ما بيان الدولة المغربية الذي استغربت من خلاله هذا القرار الاحادي إلا تجسيد لاندهاش المغاربة و خيبة أملهم بعدما قالها الملك محمد السادس بالمباشر ” لن ياتيكم الشر ابدا من جاركم المغرب “.
فهل كل متخذي القرار في الدولة الجزائرية راضون عن هذا القرار أم أنه مفروض من جهات أخرى ؟
ونحن لا يسعنا إلا أن نتساءل : اليس فيكم رجل رشيد ؟
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق