جاري التحميل الآن

مدرسة الفرصة الثانية》 إقليم الرحامنة نموذج يحتذى به

ابن جرير (إقليم الرحامنة) – مع الحدث :
(إعداد..سمير لطفي)

تسعى مدينة بن جرير عاصمة إقليم الرحامنة، العضو في الشبكة العالمية لليونسكو لمدن التعلّم، منذ شتنبر 2020، إلى أن تكون “مشتلا” لكل المبادرات والتجارب الناجحة في مجال التربية والتكوين، والتي من شأنها أن ترتقي بها لتصبح نموذجا يحتذى به، لاسيما بشأن النهوض بمدرسة الفرصة الثانية “الجيل الجديد”.

ومرد هذا النجاح، الذي تم تحقيقه في وقت وجيز، إلى مقاربة براغماتية، ترتكز على النتائج، ويأتي تبعا لتضافر جهود ومساهمات عدة شركاء، من ضمنهم، على الخصوص، السلطات الإقليمية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والوزارات المكلفة بالتربية والتعليم، والمكتب الشريف للفوسفاط، والهيئات المنتخبة، ومجتمع مدني فاعل ونشط.

وانعكست هذه الجهود الدؤوبة لفائدة النهوض بالتربية والتكوين ميدانيا، من خلال إرساء منظومة بيداغوجية وتربوية حقيقية بمدينة بن جرير، والتي تتوفر على بنيات تحتية عصرية تتماشى مع الأهداف المسطرة، وتستهدف كل الأعمار والشرائح الاجتماعية، وكذا مختلف الأوساط المهنية، بدءا بالتعليم الأولي حتى التعليم العالي، عبر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.

ويعزى هذا الانخراط الكبير على صعيد الإقليم للنهوض بالتربية ومحاربة كافة عوامل الهدر المدرسي، إلى وعي حقيقي بالأهمية التي يكتسيها التكوين والتربية، في كل مناحي الحياة، في الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والمهني للفرد، وذلك طبقا للعناية الخاصة التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للاستثمار في الرأسمال البشري، من خلال وضع الفرد في قلب كل الاستراتيجيات التنموية التي اعتمدتها المملكة.

ومكنت الزيارة التي قام بها فريق صحفي، إلى مركز “موسى بن نصير”، مدرسة الفرصة الثانية “الجيل الجديد” بابن جرير، من الوقوف عن كثب عند التطور المعتبر الذي تم تحقيقه في هذا المجال، من خلال منح عدد من الذين انقطعوا عن الدراسة، فرصة جديدة للاستدراك، والتطلع إلى المستقبل بالكثير من الطمأنينة والتفاؤل.

ويتألف المركز، الذي يعد نتاج شراكة بين المندوبية الإقليمية للتربية وجمعية كهربائيي بن جرير واليونسيف- المغرب، من 4 قاعات للتدريس موجهة إلى التأهيل البيداغوجي والتكوين المهني، وباحة كبيرة، ومرافق إدارية، في حين توجد قاعتان أخريان موجهتان إلى الدروس التطبيقية قيد الإنجاز.

ويروم المركز ضمان عودة يسيرة إلى حجرات الدراسة لفائدة الشباب، مع تمكينهم من تعلم مهنة من أجل الاندماج السوسيو – اقتصادي مستقبلا، وتطوير مهاراتهم ومعارفهم (التعلم الأساسي).

كما يتوخى مشروع الفرصة الثانية “الجيل الجديد” إدماج التلاميذ في وضعية هدر مدرسي في مسار للتكوين، ومواكبة التلاميذ المتدربين المستفيدين، وذلك في أفق إقامة مشاريعهم المهنية الخاصة.

ويتوفر المركز، الذي يقدم خدماته برسم الموسم الدراسي 2021 – 2022 لفائدة 100 تلميذ، من ضمنهم 13 فتاة، تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، على 7 مكونين بيداغوجيين و3 مكونين مهنيين، حيث تهم التكوينات شعبتي “كهرباء المنشآت” (75 متعلما) و”الترصيص” (25 متعلما).

 

وفي ما يتعلق بالتكوين البيداغوجي، يستفيد المتعلمون بهذا المركز من دروس في اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، فضلا عن دروس في الرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والأرض، وفي المواد الأدبية (التاريخ، الجغرافيا، التربية على المواطنة).

 

وفي تصريح صحفي، أبرز إبراهيم لكريمي، رئيس مصلحة تأطير المؤسسات المدرسية والتوجيه بالمديرية الإقليمية للتربية بالرحامنة، أهمية مركز “موسى بن نصير”، الذي بلغت كلفة إنجازه 1,5 مليون درهم، فضلا عن 210.000 درهم مخصصة لاقتناء التجهيزات واللوازم البيداغوجية، و180.000 درهم موجهة للتجهيزات.

وأضاف أن هذا المركز، الذي يندرج في سياق القانون الإطار رقم 51-17، يستفيد من تتبع ومواكبة مستمرين من قبل السلطات الإقليمية، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش – آسفي والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية.

وذكر السيد لكريمي بالدعم المالي الذي قدمه الفرع الإقليمي لمنظمة اليونسف والذي بلغ 53.000 درهم من أجل تجهيز هذا المركز، منوها بالدور الهام الذي تلعبه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الصعيد الإقليمي للنهوض بالتربية والتكوين وتشجيهما.
.

وقالت جنان مفتكر، رئيسة مصلحة التواصل بإقليم الرحامنة، في تصريح مماثل، إنه في إطار مرحلتها الثالثة، ومن أجل دعم الجهود الرامية إلى النهوض بالتربية والتكوين، أسهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشكل ملموس، في تجسيد عدد من الأوراش المهيكلة، وعلى الخصوص، الدعم المدرسي وتعميم التعليم الأولي، لاسيما بالعالم القروي.

 

وتابعت أنه في إطار انتمائها للشبكة العالمية لليونسكو لمدن التعلّم، ما تفتأ مدينة بن جرير تراهن على بلورة وتنفيذ سياسات مبتكرة موجهة، في نهاية المطاف، للنهوض بالتكوين والتربية، كما يدل على ذلك مشروع محو الأمية، الذي يستهدف الصناع والصانعات التقليديين، وكذا مشروع الفرصة الثانية “الجيل الجديد”، الموجه للإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمستفيدين.

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك