حسيك يوسف
بدأت القاعات السينمائية المغربية في عرض الفيلم الجديد “ريزيليونس” (Résilience) أو “مصير امرأة”، في عمل درامي يجمع بين العمق الإنساني والجرأة الفنية، ويعد من أبرز الإنتاجات السينمائية المغربية المنتظرة هذا الموسم. الفيلم من توقيع المخرج محمد الكغاط، المعروف بأعماله التي تلامس قضايا المجتمع بواقعية مؤثرة ونَفَسٍ نفسيّ متأمل.
ويُشكل هذا العمل تجربة خاصة للنجمة أسماء الخمليشي، التي تخوض لأول مرة في مسارها الفني تجربة الإنتاج المشترك، في خطوة تعبّر عن نضج فني ورؤية واعية بدور السينما كأداة للتغيير الإنساني والاجتماعي.
يجمع “ريزيليونس” نخبة من الأسماء اللامعة، من بينهم أسماء عربوني، دين منتقي، أسماء بنزاكور، سامي الوالي وآخرون، فيما تولّى محمد العلوي مهمة التوزيع السينمائي، وبوشتى الإبراهيمي إدارة الإنتاج.
يحكي الفيلم قصة شقيقتين تواجهان سلسلة من التحديات القاسية التي تعكس واقع المرأة المغربية المعاصرة في ظل ضغوط الحياة والعلاقات المسمومة. ومن خلال هذه القصة، يقدّم العمل رسالة عن الصمود والتحول الداخلي، حيث تتحول المعاناة إلى طاقة للنهوض وشفاء الذات، في رحلة تمزج بين الألم والتحرر، وبين الضعف والقوة.
ويعتبر المخرج محمد الكغاط أن “ريزيليونس” يمثل امتداداً لمساره السينمائي الملتزم، الذي يسعى إلى الغوص في النفس البشرية واستكشاف أعماقها، دون أن يفقد ارتباطه بالواقع الاجتماعي المغربي.
أما أسماء الخمليشي، فتصف الفيلم بأنه تجربة وجودية أكثر من كونه مجرد عمل فني، لأنه يعكس في جوهره قدرة الإنسان — والمرأة خصوصاً — على إعادة بناء ذاته من رماد الألم، واستعادة الحياة من قلب الانكسار.
يمتد الفيلم على مدى تسعين دقيقة من المشاعر المكثفة، تجمع بين الدراما الإنسانية والمشاهد الحركية، في توليفة فنية تجمع الحميمي بالعالمي.
ويُرتقب أن يشكّل “ريزيليونس” منعطفاً في السينما المغربية الحديثة، لما يحمله من جرأة في الطرح، وصدق في الأداء، وعمق في الرسالة الإنسانية التي يتبناها.
تعليقات ( 0 )