أمل جديد في عالم الصمت: الدكتور عبد الإله لمهادي يفتح أبواب السمع لطفلين في مستشفى ابن سينا بالدار البيضاء

بقلم: حسيك يوسف

في لحظة إنسانية فارقة، عاش مستشفى ابن سينا الخاص بالدار البيضاء يومًا استثنائيًا، حين نجح الفريق الطبي، بقيادة الدكتور عبد الإله لمهادي، في إجراء عمليتي زراعة قوقعة لطفلين دون سن الرابعة، كانا يعيشان في عزلة تامة عن عالم الصوت.

الطفلان، اللذان وُلدا بصمم كلي، لم يكن بإمكانهما النطق أو التفاعل مع محيطهما، ليأتي التدخل الجراحي المعقّد ويمنحهما فرصة ثمينة لبدء حياة جديدة، حياة يمكن أن تُسمع فيها أصوات الضحك، وأسماء الأحبة، ولغة العالم.

هذه العملية الدقيقة، التي تتطلب تجهيزات عالية ومهارات فائقة، تُعدّ ثورة في الطب الحديث، وقد برهنت من جديد على كفاءة الجراحين المغاربة وخبراتهم التي تضاهي المعايير العالمية.

الدكتور عبد الإله لمهادي، أحد أبرز الأسماء في ميدان جراحة الأذن والأنف والحنجرة، جسّد من خلال هذا العمل الطبي رسالة عميقة: إن الإرادة والعلم يمكن أن يغيّرا المصير.

وتُبرز هذه الحالة أهمية التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع، إذ إن الطفل الذي لا يسمع قبل سن السادسة يفقد قدرته على تعلّم النطق بشكل طبيعي، ويُحكم عليه باستخدام لغة الإشارة فقط.

لكن، ولحسن الحظ، لم تعد هذه الحقيقة قدراً حتميًا، بفضل تطور الجراحة وظهور برامج دعم اجتماعية شاملة.

في هذا السياق، لا بد من الإشادة بالمبادرة الملكية الرائدة، التي مكنت، من خلال تعميم التأمين الإجباري عن المرض، من تغطية نحو 70% من تكاليف زراعة القوقعة، حتى داخل المصحات الخاصة، وهو ما يمثل فارقًا جوهريًا بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود.

إنه تحوّل كبير، يجمع بين الرؤية السياسية الإنسانية والتميز الطبي الوطني، ليجعل من قصص مثل هذه لحظة فخر جماعي، وعنوانًا لأمل مشترك.

اليوم، بفضل خبرة الدكاترة المغاربة، وبدعم من السياسات الاجتماعية الطموحة، لم تعد زراعة القوقعة حلمًا بعيد المنال، بل فرصة حقيقية تمنحها دولة تؤمن بحق الجميع في السمع، في التعلم، وفي العيش بكرامة.

فهنيئًا للدكتور عبد الإله لمهادي، وهنيئًا لهؤلاء الأطفال الذين عبروا من عتمة الصمت إلى عالم مليء بالأصوات… والأمل.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)