مع الحدث
المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي
أسدل الستار مساء اليوم على حياة أحمد الزفزافي، والد قائد “حراك الريف” ناصر الزفزافي، الذي غادر دنيانا بعد سنوات من صراع مرير مع مرض عضال، ظل خلاله أيقونة للصبر والإيمان بالقضية التي نذر لها حياته.
وجاء خبر وفاته في تدوينة مؤثرة لابنه طارق، كتب فيها: «أبي الغالي الصامد عيزي أحمد في ذمة الله. إنا لله وإنا إليه راجعون». كلمات قليلة اختصرت وجع الفقد وحجم الخسارة لعائلةٍ صارت رمزًا لمعاناة منطقةٍ بأكملها.
رحل أحمد الزفزافي لكن صورته وهو يقف شامخًا أمام الكاميرات، صوته وهو ينادي بالعدالة والحرية، ودموعه التي خبأت الكثير من الألم، ستظل حاضرة في ذاكرة المغاربة. لقد عاش الرجل سنوات ثقيلة، متنقلًا بين المحاكم والسجون، حاملاً همّ ابنه المعتقل وهمّ الريف الذي عشق أرضه وبذل حياته في الدفاع عنه.
برحيله يفقد المغرب أبًا صار صوتًا للريف، ورمزًا للأمل رغم قسوة الأيام. لم يهزمه المرض، فقد انتصر بصبره، وبقيت رسالته حيّة، تُذكرنا أن وراء كل قضية وجوهًا إنسانية وأرواحًا كبيرة.
رحم الله أحمد الزفزافي وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
تعليقات ( 0 )