Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

إنا لله و إنا اليه راجعون الزفزافي الأب في ذمة الله.. قلب ريفي توقف بعد مسيرة صمود طويلة

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

أسدل الستار مساء اليوم على حياة أحمد الزفزافي، والد قائد “حراك الريف” ناصر الزفزافي، الذي غادر دنيانا بعد سنوات من صراع مرير مع مرض عضال، ظل خلاله أيقونة للصبر والإيمان بالقضية التي نذر لها حياته.

وجاء خبر وفاته في تدوينة مؤثرة لابنه طارق، كتب فيها: «أبي الغالي الصامد عيزي أحمد في ذمة الله. إنا لله وإنا إليه راجعون». كلمات قليلة اختصرت وجع الفقد وحجم الخسارة لعائلةٍ صارت رمزًا لمعاناة منطقةٍ بأكملها.

رحل أحمد الزفزافي لكن صورته وهو يقف شامخًا أمام الكاميرات، صوته وهو ينادي بالعدالة والحرية، ودموعه التي خبأت الكثير من الألم، ستظل حاضرة في ذاكرة المغاربة. لقد عاش الرجل سنوات ثقيلة، متنقلًا بين المحاكم والسجون، حاملاً همّ ابنه المعتقل وهمّ الريف الذي عشق أرضه وبذل حياته في الدفاع عنه.

برحيله يفقد المغرب أبًا صار صوتًا للريف، ورمزًا للأمل رغم قسوة الأيام. لم يهزمه المرض، فقد انتصر بصبره، وبقيت رسالته حيّة، تُذكرنا أن وراء كل قضية وجوهًا إنسانية وأرواحًا كبيرة.

رحم الله أحمد الزفزافي وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.

 

 

 

 

Categories
متفرقات مجتمع

التعليم تربية قبل كل شيء

عبد الجبار الحرشي

في لحظة إنسانية تعكس القيم النبيلة، قام أستاذ جامعي بحمل طفل أحدى طالباته، الذي كان يبكي أثناء المحاضرة، بدلاً من إحراجها أو طلب مغادرتها. هذا التصرف ليس مجرد لفتة لطيفة، بل هو تجسيد حقيقي لمفهوم التربية التي تتجاوز جدران الفصول الدراسية. عندما يحمل الأستاذ الطفل على كتفه ليهدئه، فإنه يرسخ فكرة أن التعليم هو أكثر من مجرد نقل المعرفة؛ إنه عملية تربوية تشمل التعاطف والاحترام.

هذا المشهد يبرز معاني الرجولة الحقيقية، التي تتسم بالأخلاق والتفاني في خدمة الآخرين. إن التعليم يجب أن يكون فضاءً آمنًا وداعمًا للجميع، حيث يشعر الطلاب بالراحة للتعلم والنمو. لذا، فإن تلك اللحظة تعكس أهمية القيم الإنسانية في العمل الأكاديمي، وتذكرنا بأن الأدوار التعليمية تأتي مع مسؤوليات أخلاقية.

في النهاية، إن نجاح التعليم لا يُقاس فقط بالنتائج الأكاديمية، بل أيضًا بمدى قدرتنا على تعزيز القيم الإنسانية والتربية في نفوس الأجيال القادمة.

Categories
مجتمع

مأساة إنسانية في مستشفى الحسن الثاني بفاس: قصة أولحسن وابنته المفقودة

بقلم: أيوب خليل

في حدث صادم يكشف عن خفايا النظام الصحي في المغرب، تبرز قصة السيد أولحسن الذي عاش مأساة إنسانية مؤلمة منذ عام 2009. إذ تعود تفاصيل هذه القصة إلى لحظة دخول زوجته إلى مستشفى خنيفرة للإنجاب، حيث تفاجأ السيد أولحسن بعدم وجود أي علاج متاح. ولدت زوجته دون إجراء عملية جراحية، ليجد نفسه في دوامة من الأحداث المتسارعة التي قادته إلى مستشفى الحسن الثاني بفاس.

بعد أن تلقت زوجته العلاج الملائم، أخبرها الطاقم الطبي أنها بحاجة للبقاء في المستشفى لفترة قصيرة. لكن المفاجأة المروعة جاءت عندما عاد السيد أولحسن بعد ستة أيام لاستلام ابنته، ليكتشف أنها قد توفيت. في لحظة من الصدمة والذهول، لم يكن لدى أولحسن أي تفسير عن سبب وفاة ابنته التي كانت بصحة جيدة قبل دخولها المستشفى،ولم يتسلم حتى جتة الرضيعة لحد الساعة.

تتزايد تساؤلات أولحسن حول ما حدث، لماذا لم يتم إبلاغه بوفاة ابنته في الوقت المناسب، ولماذا تم التعتيم على الحادثة؟ لقد مر 25 عاماً منذ تلك اللحظة المأساوية، ولا يزال الأولحسن يبحث عن أي أثر لابنته، في ظل صمت مطبق من المؤسسات الصحية.

هذه القصة ليست مجرد حادثة فردية، بل تمثل مشكلة أكبر تتعلق بنظام صحي يحتاج إلى إصلاحات جذرية. فالإهمال وضعف التجهيزات في المستشفيات لا يزال يؤثر على حياة المواطنين، مما يستدعي من السلطات الصحية التحرك الفوري لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.

يخاطب السيد أولحسن وزير الصحة، مناشداً إياه أن يضع حداً لهذه الممارسات المتجاهلة للإنسانية. إن قصته، التي تثير مشاعر الحزن والألم، تدعو الجميع إلى التفكير في أهمية تحسين الخدمات الصحية في البلاد، وإلى ضرورة تقديم الدعم للعائلات التي تعاني من مثل هذه المآسي.

في النهاية، تبقى مأساة السيد أولحسن درساً لنا جميعاً حول أهمية الشفافية والمساءلة في القطاع الصحي، وضرورة العمل على تحسين ظروف المرضى وعائلاتهم. إن الإنسانية تقتضي منا أن نكون صوتاً لمن فقدوا أصواتهم، وأن نعمل معاً من أجل نظام صحي أكثر إنصافاً وأماناً للجميع.