Categories
متفرقات

مستشفى الحسن الثاني بسطات يحتفي باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء: نحو تعزيز التكفل والدعم الشامل للضحايا

عماد وحيدال

احتفى مستشفى الحسن الثاني بسطات باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء من خلال تنظيم لقاء تواصلي شهد مشاركة واسعة من ممثلي القضاء، الأمن الوطني، الدرك الملكي، التعاون الوطني، والمجتمع المدني، بالإضافة إلى أطباء ومتخصصين. وقد جاء هذا اللقاء ليؤكد الالتزام الجماعي بمناهضة العنف ضد النساء وتسليط الضوء على دور خلية التكفل بالنساء ضحايا العنف.

في كلمته الافتتاحية، أكد مدير المستشفى، خالد منتصر، على أهمية التعاون بين مختلف الأطراف لتحقيق حماية شاملة وفعالة للنساء. كما تطرق إلى القانون 13-103 لمحاربة العنف ضد النساء، إلى جانب المبادرات الاستراتيجية مثل إعلان مراكش وخطة “إكرام 2”.

ناقش المشاركون مفهوم العنف ضد النساء وفق القانون المغربي، الذي يتضمن الأضرار الجسدية والنفسية والجنسية والاقتصادية، حيث أظهرت إحصائيات أن 57% من النساء المغربيات تعرضن لشكل من أشكال العنف، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه المملكة.

كما شهد اللقاء مداخلات تركزت على تعزيز التنسيق بين القطاعات المختلفة وتوفير الموارد البشرية والمادية لدعم خلية التكفل بالمستشفى. وتم التأكيد على ضرورة سد الخصاص في الأطباء المتخصصين لضمان استجابة متكاملة لاحتياجات النساء الضحايا.

في ختام اللقاء، جددت الأطراف المشاركة التزامها بالعمل المشترك للقضاء على العنف وتحقيق المساواة والعدالة، فيما أكدت وزارة الصحة على جعل هذه القضية أولوية وطنية.

إن اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هو دعوة متجددة للعمل من أجل مستقبل خالٍ من العنف، يتوشح باللون البرتقالي رمز الأمل والكرامة.

Categories
مجتمع

مأساة إنسانية في مستشفى الحسن الثاني بفاس: قصة أولحسن وابنته المفقودة

بقلم: أيوب خليل

في حدث صادم يكشف عن خفايا النظام الصحي في المغرب، تبرز قصة السيد أولحسن الذي عاش مأساة إنسانية مؤلمة منذ عام 2009. إذ تعود تفاصيل هذه القصة إلى لحظة دخول زوجته إلى مستشفى خنيفرة للإنجاب، حيث تفاجأ السيد أولحسن بعدم وجود أي علاج متاح. ولدت زوجته دون إجراء عملية جراحية، ليجد نفسه في دوامة من الأحداث المتسارعة التي قادته إلى مستشفى الحسن الثاني بفاس.

بعد أن تلقت زوجته العلاج الملائم، أخبرها الطاقم الطبي أنها بحاجة للبقاء في المستشفى لفترة قصيرة. لكن المفاجأة المروعة جاءت عندما عاد السيد أولحسن بعد ستة أيام لاستلام ابنته، ليكتشف أنها قد توفيت. في لحظة من الصدمة والذهول، لم يكن لدى أولحسن أي تفسير عن سبب وفاة ابنته التي كانت بصحة جيدة قبل دخولها المستشفى،ولم يتسلم حتى جتة الرضيعة لحد الساعة.

تتزايد تساؤلات أولحسن حول ما حدث، لماذا لم يتم إبلاغه بوفاة ابنته في الوقت المناسب، ولماذا تم التعتيم على الحادثة؟ لقد مر 25 عاماً منذ تلك اللحظة المأساوية، ولا يزال الأولحسن يبحث عن أي أثر لابنته، في ظل صمت مطبق من المؤسسات الصحية.

هذه القصة ليست مجرد حادثة فردية، بل تمثل مشكلة أكبر تتعلق بنظام صحي يحتاج إلى إصلاحات جذرية. فالإهمال وضعف التجهيزات في المستشفيات لا يزال يؤثر على حياة المواطنين، مما يستدعي من السلطات الصحية التحرك الفوري لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.

يخاطب السيد أولحسن وزير الصحة، مناشداً إياه أن يضع حداً لهذه الممارسات المتجاهلة للإنسانية. إن قصته، التي تثير مشاعر الحزن والألم، تدعو الجميع إلى التفكير في أهمية تحسين الخدمات الصحية في البلاد، وإلى ضرورة تقديم الدعم للعائلات التي تعاني من مثل هذه المآسي.

في النهاية، تبقى مأساة السيد أولحسن درساً لنا جميعاً حول أهمية الشفافية والمساءلة في القطاع الصحي، وضرورة العمل على تحسين ظروف المرضى وعائلاتهم. إن الإنسانية تقتضي منا أن نكون صوتاً لمن فقدوا أصواتهم، وأن نعمل معاً من أجل نظام صحي أكثر إنصافاً وأماناً للجميع.