جاري التحميل الآن

الأحزاب بين الفوضوية و الإصلاح من الاحق ؟

يوسف حسون

في افق الاستحقاقات الانتخابية القادمة دائما ما يلوح في افق المجتمع أسئلة و نقاشات و مواضيع عن من يستطيع و من خدل و من قسم ظهر الرعية بوعوده الكاذبة . دائما ما تتناطح الأفكار و تتكالب الابواق و تتلعثم الكلمات و لا يبقى سوى مواطن حر ينتظر رجلا شبه صالح ينزل الى حضيض المجتمع ليلمس في الناس حاجياتهم .

هكذا السياسة فهي كمصطلح تمت دراسته على انه رعاية لشؤون المجتمع في الداخل و كذا في الخارج و توزيع الموارد و النفوذ و السلطة و توضيح العلاقة بين الحاكم و المحكوم و سن القوانين و الإجراءات التي ستنظم هذه العلاقة .

اما فهم الناس له بين قارئ و امي و فاهم و جاهل له و على حسب ما عاشه اغلبية الشعب من مساوئ كانت بيد رؤساء الأحزاب و وكلائهم فهي تلك اللعبة الفاسدة التي لطخت فكر اغلبية المواطنين و جعلت من هدفهم توسيع النفوذ و الاسترزاق بذوي النوايا الحسنة .  و يأتي هذا الفهم البسيط من تجارب و احتكاك من الساسة و ما شاهده اغلبية المجتمع و ما يسعنا هنا الا ذكر مصطلح تقريبي لما يريد ذكره هؤلاء الناس و هو مصطلح ( الاناركية ) هذا المصطلح اليوناني الحرفي الذي يعني لا سلطة لكن معناه العربي يجعل منا اكثر قربا من واقع ما يتركه احزابنا من فتات الدمار فهو يعني الفوضوية ويشير الى الحركة السياسية التي تهدف الى هدم الدولة لا إصلاحها .

كل ما سلف ذكره ما هو الا بصيص ما نسمعه بين صديق و جار و مؤمن بالإصلاح و مدرك لما تعرض له المجتمع من خراب بسبب اللهث وراء المصالح الشخصية و نسيان مصالح المواطنين الذين ما بخلوا بمنح هؤلاء حق التحكم في أمور الناس .

بل و ما يحز في نفس يعقوب ان من يندد بالإصلاح هو اليوم يهدي الرشاوي لدمار و من يندد بالشباب هو اليوم يستغل حتى دراستهم و في منهج الخبث و الرياء حتى ولو منحهم نقطة الامل في السعي وراء تحقيق أهدافهم و لمس احلامهم الا ان في امبراطورية السياسة يسمى استغلال .

فهل لنا الحق كأي مواطن  ان نندد بان الفساد يأتي من الأحزاب و طريقة اقناع الناس بكفاءتها و الاستعداد لمسك زمام الأمور و توفير حق المواطن المقهور ؟

ام ان السياسة و الأحزاب لا تلعب الا في صالح الطبقات الميسورة و تقصي كل الطبقات التي تتمسك بأمل التغيير ؟

هي كلها أسئلة شبه بسيطة تحيط بنا لكن ربط المسؤولية بالمحاسبة واجب على الجميع الالتزام به و تحضيره في كلامنا و افعالنا بل لزم تطبيقه ما دمنا صادقين و ما دام أي كان يشهد لنفسه انه الرجل النبيل القادر على السير بالبلد الى بر الأمان .

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك