الأميرة لالة مريم تأمر بالتكفل بإيمان.. صرخة وجع تتحول إلى رسالة أمل

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

لم تكن مأساة السيدة إيمان في تازة مجرد حادثة اعتداء بشعة، بل جرحاً غائراً في الوجدان الجماعي لكل المغاربة، بعدما طالت ملامح وجهها يد الغدر بتشويه لاإنساني هزّ الضمائر. وبينما عاشت الضحية أياماً قاسية من الألم النفسي والجسدي، جاء بريق أمل من مبادرة إنسانية نبيلة تقودها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة لالة مريم، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب.

فبأمر مباشر من سموها تكفل الاتحاد الوطني لنساء المغرب بإيمان، لتبدأ رحلة علاجها داخل إحدى مصحات جراحة التجميل بالرباط، حيث شرع الأطباء في بروتوكول دقيق لإصلاح الأضرار العميقة التي شوهت وجهها. غير أن العلاج لم يقتصر على الجسد فقط، بل امتد ليشمل دعمها النفسي والاجتماعي من خلال فريق المساعدات الاجتماعيات بمنصة “كلنا معك”، حتى تستعيد ثقتها بنفسها وتستطيع مواجهة الحياة من جديد.

ولأن الجرح لا يندمل بمجرد تدخل طبي، تعهد الاتحاد بمواكبتها عبر آلياته ومبادراته، لتمكينها من إعادة بناء حياتها واندماجها اجتماعياً واقتصادياً، حتى تتحول قصة معاناتها إلى بداية جديدة تحمل الأمل بدل الألم.

هذه الالتفاتة الملكية ليست مجرد تكفل بضحـية، بل هي رسالة إنسانية قوية تقول إن النساء لسن وحدهن في مواجهة العنف، وأن المجتمع، بقيادة رموزه، يقف بجانبهن لإعادة الاعتبار لكرامتهن.

قصة إيمان التي أدمت قلوب المغاربة وأثارت عاصفة من التضامن على وسائل التواصل الاجتماعي، أعادت تسليط الضوء على قسوة ظاهرة العنف ضد النساء. لكنها في المقابل أبرزت أيضاً قوة التعاطف الجماعي، وكيف يمكن للجرح الفردي أن يتحول إلى قضية وطنية تضع العدالة الاجتماعية في صلب الأولويات.

اليوم تبدأ إيمان رحلة طويلة نحو الشفاء، رحلة لن تكون سهلة، لكنها محاطة بسند إنساني يخفف عنها ثقل الجراح. ومبادرة الأميرة لالة مريم تجسد بعمق أن الإنسانية ليست شعاراً، بل فعل دعم ومواكبة، يفتح نافذة أمل أمام كل امرأة عانت من ظلم أو عنف.

إنها لحظة تتجاوز حالة فردية، لتصبح دعوة صريحة إلى بناء مغرب يرفض العنف بكل أشكاله، ويؤمن بأن كرامة المرأة هي من كرامة الوطن.

 

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)