الجدل حول أغنية “بنات الجامعة” للفنان عمران: بين حرية التعبير واحترام صورة المرأة

نبيل بوسباع

أحدثت أغنية “بنات الجامعة” للفنان الشاب عمران، ضجة واسعة في الساحة الفنية المغربية، حيث انقسمت الآراء بين من يعتبرها مجرد عمل فني يعكس واقعًا اجتماعيًا، ومن يراها إساءة مباشرة لصورة المرأة المغربية، خصوصًا الطالبات الجامعيات.

الأغنية بين النجاح والانتقاد منذ إصدارها، انتشرت الأغنية بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحققت نسب مشاهدة عالية على يوتيوب، مما يعكس تفاعل الجمهور معها. ومع ذلك، لم يكن هذا الانتشار خاليًا من الجدل، حيث رأى البعض أن كلمات الأغنية تحتوي على إيحاءات تقلل من قيمة الطالبات الجامعيات، مما دفع بعض الأطراف إلى التعبير عن استيائها.

شكوى أكاديمية وموقف القانون في هذا السياق، قامت إحدى الأستاذات الجامعيات وعضوة المجلس الأعلى للتعليم برفع شكوى رسمية إلى السلطات القضائية، معتبرة أن الأغنية تسيء لصورة الطالبات المغربيات وتمثل تحقيرًا لهن. واستندت في شكواها إلى أن الأغنية تقدم صورة نمطية سلبية عن النساء في الحرم الجامعي، مما قد يكرس أفكارًا خاطئة تؤثر على نظرة المجتمع لهن.

حرية التعبير في مواجهة احترام القيم هذا الجدل يطرح مرة أخرى إشكالية التوازن بين حرية التعبير في الأعمال الفنية وضرورة احترام القيم الاجتماعية وصورة المرأة. فبينما يرى البعض أن الفن يجب أن يكون حرًا في طرح المواضيع الاجتماعية دون قيود، يؤكد آخرون أن هناك حدودًا يجب عدم تجاوزها، خاصة عندما يتعلق الأمر بصورة فئة معينة من المجتمع.

ردود الأفعال والموقف الرسمي لم يصدر بعد أي قرار رسمي بخصوص الشكوى، لكن الجدل حول الأغنية لا يزال مستمرًا، حيث عبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن آرائهم المتباينة. هناك من يدافع عن حرية الإبداع، وهناك من يطالب بضرورة وضع ضوابط لحماية صورة المرأة في الإعلام والفن.

في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: إلى أي مدى يمكن اعتبار أغنية كهذه تعبيرًا فنيًا مشروعًا، وإلى أي حد يمكن أن تشكل إساءة لصورة المرأة؟ الجواب ربما يكمن في إيجاد توازن يضمن حرية التعبير دون المساس بالقيم الاجتماعية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)