الحذر من الأخبار الزائفة: استغلال جنازة الزفزافي لصناعة الوهم والفتنة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

لم يعد المتابع المغربي في مأمن من سيل الأخبار الزائفة والمغلوطة التي تغزو المنصات الرقمية بشكل يومي، حيث تحوّلت بعض الأحداث الوطنية والإنسانية إلى مادة خام لصناع الوهم والباحثين عن نسب المشاهدة والانتشار، ولو كان الثمن هو المتاجرة بآلام الناس أو الإساءة لصورة الوطن.

 

خروج ناصر الزفزافي الاستثنائي لحضور جنازة والده، كان مناسبة إنسانية خالصة، غير أن بعض المنابر الإعلامية المقرّبة من دولة مجاورة حاولت استغلالها بشكل مغرض، من خلال نشر مقاطع فيديو مركبة وتعليقات مفبركة لا تعكس الواقع، بل تسعى إلى خلق البلبلة وبث الفتنة بين المواطنين.

 

الأخطر من ذلك، أن أطرافاً محسوبة على جهات خارجية لم تتردد في استغلال الازدحام الكبير الذي عرفته الجنازة لافتعال أعمال شغب وصلت إلى رشق الحجارة، بهدف تأزيم الوضع وصناعة صورة زائفة عن الأحداث. وقد استدعى الأمر تدخلاً فورياً لرجال السلطة من أجل حماية السكان والحفاظ على النظام العام، غير أن هذا التدخل صُوِّر بشكل مغاير للحقيقة وتم تزييف معطياته عبر تعليقات مغرضة لتشويه صورة المؤسسات.

 

كما أكد ناصر الزفزافي في تصريحات واضحة حبه الكبير للوطن من صحرائه إلى شماله، ومن غربه إلى شرقه، مشدداً على أن الريف جزء لا يتجزأ من المغرب، وأن سكان الحسيمة يرفضون بشكل قاطع أي تشويش أو محاولة ركوب على الموجة باسمهم، كما يعارضون كل محاولات بث الفتنة وتقسيم الصف الوطني.

 

إن ما وقع يكشف بجلاء أن الهدف من هذه الحملات الإعلامية التضليلية ليس سوى زرع الشك وضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته، في وقت يحتاج فيه الوطن إلى وحدة صف وتماسك داخلي. ومن هنا، تبرز مسؤولية الإعلام الوطني والمجتمع الرقمي النزيه في كشف هذه الأكاذيب والتصدي للأخبار المضللة، مع تكريس ثقافة التحقق والتثبت قبل مشاركة أي محتوى.

 

فالمغرب في حاجة إلى وعي جماعي يحمي الحقيقة ويدافع عن الإنجازات، لا إلى جيوش رقمية تصنع الضجيج وتزرع الشكوك خدمة لأجندات خارجية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)