مع الحدث :ذ لحبيب مسكر
مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، تنقلب أجواء الراحة الصيفية إلى صداع يومي يثقل كاهل الأسر المغربية. فبينما يستعد الأطفال للعودة إلى مقاعد الدراسة، يجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام موسم استثنائي من المصاريف، أشبه ما يكون بـ”الكابوس المالي” الذي يتكرر كل سنة.
الحقائب، الكتب، الزي المدرسي، رسوم التسجيل، والمصاريف الإضافية للنقل والمطاعم.. كلها عناصر تفرض نفسها على ميزانية الأسر، في وقت يشهد السوق ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار. وتزداد حدة المعاناة لدى الطبقة المتوسطة والضعيفة، التي تضطر إلى إعادة ترتيب أولوياتها والتضحية بجزء من مدخراتها لتأمين متطلبات أبنائها الدراسية.
ويزيد من ثقل هذا العبء توجّه أعداد متزايدة من الأسر نحو التعليم الخصوصي، هرباً من أعطاب المدرسة العمومية، وعلى رأسها كثرة الإضرابات وضعف المستوى البيداغوجي. غير أن هذه “الهجرة” لا تخلو من كلفة مضاعفة، إذ تتجاوز الرسوم الشهرية لبعض المؤسسات الخاصة قدرة الكثير من الأسر، لتصبح العملية التعليمية استثماراً مالياً لا يستهان به.
وبينما يروّج الخطاب الرسمي لشعارات تكافؤ الفرص وجودة التعليم العمومي، يجد أولياء الأمور أنفسهم وجهاً لوجه مع واقع مغاير: مصاريف متصاعدة، خدمات غير مستقرة، وقلق دائم حول مستقبل الأبناء.
ومع ذلك، تبقى رهانات الدخول المدرسي بالنسبة للأسر أكبر من مجرد أرقام وميزانيات؛ إنها رهان على مستقبل الأجيال، ومحاولة لانتشال الأبناء من دوامة البطالة وضعف التأهيل التي تعاني منها المدرسة العمومية. وهنا يطرح السؤال بإلحاح: إلى متى سيظل الدخول المدرسي مرادفاً لـ”الكابوس المالي” بدل أن يكون بداية أمل جديد؟
تعليقات ( 0 )