مع الحدث
تحرير ✍️: ذ لحبيب مسكر
في عالم الصحافة حيث يسابق الصحفيون الزمن لنقل الخبر وتغطية الأحداث، تظهر قيمة الزمالة المهنية كعنصر أساسي لضمان بيئة عمل سليمة وإنتاج إعلامي مسؤول. فالعمل الصحفي بطبيعته قائم على الجهد الجماعي، والتكامل بين مختلف الأدوار والمهام، وليس على التنافس الفردي الذي يُغذي الأنا ويقضي على روح الفريق.
غير أن بعض السلوكيات التي قد تظهر أحيانًا في المؤسسات الإعلامية تُثير تساؤلات جدية حول المعنى الحقيقي للزمالة. فعندما يُنظر إلى تغطية صحفية متقاربة من طرفين على أنها تنازع أو “سبق مسروق”، بدل أن تُفهم كدليل على يقظة مهنية واهتمام مشترك، فإننا نبتعد عن جوهر المهنة.
إن التشكيك في نوايا الزملاء، أو الامتناع عن الحوار المباشر معهم، أو تحويل النقاش المهني إلى انتقاد شخصي، كلها ممارسات تُضعف الثقة داخل الفريق، وتُحول العمل الجماعي إلى مساحة للتوتر بدل أن تكون منبعًا للإبداع.
الخبر في نهاية المطاف ليس ملكًا لمن نشره أولًا، بل لمن أفاد به الجمهور بدقة وصدق. وما يُميز الصحفي ليس عدد السباقات التي فاز بها، بل قيمته التحريرية، وموضوعيته، وقدرته على الاشتغال ضمن فريق يحترم الاختلاف ويسند بعضه البعض.
الزمالة الحقيقية تعني:
الانتصار للقيم لا للذات.
تغليب روح الفريق على النزعة الفردية.
احترام مجهودات الجميع، دون تسفيه أو تقليل.
في مهنة قائمة على الكلمة الصادقة والصورة النزيهة، من المؤلم أن تضيع الحقيقة وسط خصومات داخلية. لذلك، فإن الحفاظ على جو مهني تسوده الشفافية والاحترام المتبادل ليس خيارًا، بل ضرورة لضمان استمرارية أي مؤسسة إعلامية تطمح للمصداقية والتأثير.
تعليقات ( 0 )