**الفوضى المستمرة وتجاوزات السلطة في سوق القريعة: نداء للتغيير
اعمدة الراي بقلم ادم مبشور
في أعماق الدار البيضاء، يظهر سوق القريعة للدراجات النارية كرمز للإهمال الإداري والفساد المتفشي الذي يُؤكِل في نسيج هذه المؤسسة التجارية التاريخية. إن مكاناً كان في يوم ما مكاناً مزدهراً، أصبح الآن غارقًا في الفوضى واللا أنظمة، مما يجعله في حالة ثابتة على مر الزمن، بينما تشهد الأسواق الأخرى تقدمًا مستمرًا، متبنيةً معايير وقوانين حديثة.
اليوم، نشهد كارثة أخرى تثقل كاهل هذا السوق، متجسدة في تصرفات الجمعية التي تديره. يبدو أن هذه الكيان، الذي تأسس من أجل خدمة بائعي الدراجات النارية والهوائية، قد خان مهمته الأساسية. وفقاً لتصريحات التجار، لم تقم الجمعية بأي خطوة لتحسين ظروف عملهم أو السوق ككل، الأمر الذي يسلط الضوء على نقص فادح في التجهيزات الصحية اللائقة ونظام صرف صحي فعال. لا تزال الوعود السابقة بتجديد السوق على حالها، مما يترك التجار في بيئة عمل متدهورة، محصورة فقط بأربع جدران من الخرسانة.
تكشف مصادر داخلية في السوق عن سلسلة من التجاوزات الجسيمة التي ارتكبتها قيادات الجمعية، بما في ذلك:
1. **عدم تقديم الحسابات**: عدم الشفافية وعدم تقديم الحسابات، وهو نقص يفتح الباب أمام الممارسات المالية المشكوك فيها وسوء إدارة الأموال.
2. **نقص الوثائق بشأن نشاطات الجمعية**: غياب واضح لمحاضر الاجتماعات ووثائق أخرى أساسية، مما يشير إلى إدارة غير مسؤولة وغير منظمة.
3. **تجاوزات السلطة**: اتهامات جادة بتجاوزات السلطة تلقي بظلالها على أفعال ودوافع قيادات الجمعية.
في هذا السياق، تتزايد الدعوات لإعادة هيكلة كاملة لبنية الجمعية، بما في ذلك إدخال وجوه جديدة تحمل في قلبها مصلحة التجار حقاً. كما يرتفع صوت الدعوة إلى تدخل المجلس الأعلى للحسابات، بهدف ضمان تقديم حسابات مناسبة.
في هذا الدوامة من الجدل، يتم اتهام الأمين العام لإحدى الفدراليات المكلفة بالدفاع عن مصالح القطاع بالسخرية العلنية من تراخيص الكتابة، مدعياً أنها تُصدر للمحلبة.
وفي الوقت نفسه، يكشف أحد الشبان الذين يشعرون بالقلق تجاه السوق عن تلقيه عدة تهديدات بالسجن، موضوع يُعالَج حالياً من خلال شكوى رسمية. يبقى هذا الشاب ثابتاً في عزيمته، متعهداً بمواصلة نضاله من أجل العدالة والامتثال للقوانين في السوق.
بالرغم من هذه التحديات، لا يزال الأمل قائماً. يصدح صرخة موحدة من أجل العدالة والتقدم في أروقة السوق، كشعاع من الأمل في مشهد مظلم. الأنظار موجهة الآن نحو المستقبل، في انتظار سوق يجسد ليس فقط عظمة ماضيه، بل أيضًا الإمكانيات اللا نهائية لمستقبله.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق